انتهى ماراثون الانتخابات داخل نادي الزمالك، وأصبح المستشار مرتضى منصور رئيسا لمجلس القلعة البيضاء لمدة 4 سنوات قادمة، مع قائمة تضم أحمد جلال إبراهيم نائبا، وعضوية أحمد سليمان ومصطفي عبد الخالق، وهاني شكري وهاني زادة، ورحاب أبورجيلة، وكذلك أحمد مرتضى منصور وسيف العماري وشريف منير حسن، مع حازم ياسين أمينا للصندوق. فوز مرتضى لم يكن مفاجئا بالنسبة لكثيرين من متابعين نبض الجمعية العمومية للقلعة البيضاء، التي أرادت منح فرصة جديدة لمنصور من أجل إعادة الامور إلى نصابها الصحيح في النادي رغم التحديات الصعبة التي تواجهه ومجلسه.. وتتمثل أبرز تلك التحديات فيما يلي: 1- مديونيات النادي أبرز ملامح الأزمة المالية التي يعاني منها الزمالك عبر سنوات مضت، هي المديونيات التي تتفاقم عام تلو الأخر، ولم تستطع المجالس المتاعقبة تقليص تلك الديون أو جدولتها بالشكل الذي يؤدي يوما ما في المستقبل لإنهائها. مرتضى سيتعين عليه أن يتعامل بحلول واقعية مع تلك الأزمة، حيث أنه لطالما أكد أن مجلسه ترك النادي وخزينة النادي بها فائض، ولكن عندما يكون الحديث بصدد 290 مليون جنيه مديونيات لدى جهات مختلفة منها هيئات حكومية لها حق تحصيل تلك الديون في أقرب فرصة، فإن الحسم يجب أن يكون سريعا وأن يبدأ المجلس في أولوياته بمحاولة التخلص من أعباء الديون. 2- كرة القدم وميدو.. واللعبات الأخرى يعيش فريق كرة القدم الآن تحت قيادة مدربه الشاب أحمد حسام ميدو فترة مستقرة نسبيا، حيث يتخطى الفريق المرحلة تلو الأخرى في البطولة الأفريقية، وإن كان يواجه بعض التعثر على المستوى المحلي، ولكن مرتضى منصور تحديدا يجب أن يثبت حسن نواياه تجاه جهاز الزمالك الذي سبق وأن أبدى اعتراضه على تعيينه، حيث أن السقوط الأول لفريق ميدو ربما يعقبه إحلال وتجديد، ولكن حال استمرار الفريق بخطى ثابته فإن المجلس بأكمله يتعين عليه توفير سُبل الدعم للقافلة البيضاء حتى تسير بنجاح نحو المنافسة على البطولات. أما فيما يتعلق باللعبات الأخرى، فقد عانت الأمرين تحت قيادة آخر مجلس منتخب لممدوح عباس، حيث هرب الكثير من نجوم اليد والطائرة والسلة أصحاب الإنجازات التاريخية للقلعة البيضاء، لتبدأ الأمور في التحسن نسبيا تحت قيادة المجلس المعين للدكتور كمال درويش، ولكن الأمور لن تعود إلى وضعها الطبيعي ما لم تجد اهتماما حقيقيا بها ورؤية واضحة لمستقبل تلك اللعبات وحلول جذرية لمشكلاتها. وفي السياق نفسه لا يجب أن يغفل المجلس أزمات القطاع الإداري وحاجته إلى هيكلة، لاسيما في ظل وجود عمالة زائدة داخل النادي، ولا يتم الاستفادة بالشكل الأمثل من جهود العاملين والموظفين بداخله. 3- تجانس المجلس ربما يمتلك مجلس منصور فرصة كبيرة من أجل السير على وتيرة واحدة بين كافة أعضاءه، خاصة أن الغالبية من قائمة الرئيس "مرتضى منصور" بالإضافة إلى أن من هم من خارج القائمة لا يشكلون جبهة معارضة بالمعنى الحقيقي لباقي الأعضاء. ويجب أن يتضح ذلك التناغم في قرارات المجلس المختلفة وكذلك تشكيل المكتب التنفيذي ووضع تصورات لخطة العمل في المرحلة المقبلة. 4- الجماهير أحيانا تشكل الجماهير ورقة ضغط على مجلس الإدارات، فالرغبة في فرض اسم معين لتدريب الفريق الكروي على سبيل المثال، أحيانا تجد استجابة من الإدارة، ولكن الوضع الأمثل هو أن يكون القرار نابع من قناعة حقيقية للمجلس ولا ينساق وراء الضغوط الجماهيرية مهما كانت لأنه في النهاية هو من يتحمل نتيجة الإخفاق إذا حدث. كذلك فإن المجلس يجب أن يكون لديه تفهم لموقف الأولتراس وحلول لمشكلاتهم بالشكل الذي يعلي مصلحة النادي أولا ولكن في الوقت نفسه حتى لا يكونوا في موضع صدام مع الإدارة على غرار ما حدث مع مجلس ممدوح عباس.