يبحث اتلتيكو مينيرو البرازيلي بطل اميركا الجنوبية عن جائزة الترضية عندما يلتقي مع جوانزو الصيني بطل اسيا اليوم السبت على ملعب مراكش الكبير في مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم للاندية لكرة القدم التي يحتضنها المغرب. وكان اتلتيكو مينيرو مرشحا بقوة لبلوغ المباراة النهائية بالنظر الى ترسانة النجوم التي تزخر بها تشكيلته في مقدمتها النجم رونالدينيو وجو وجوسوي وجيلبرتو سيلفا، لكنه مني بخسارة مفاجئة أمام الرجاء البيضاوي بطل المغرب 1-3 في الدور نصف النهائي. وبفشل اتلتيكو مينيرو في بلوغ النهائي تبخر حلم نجمه رونالدينيو في احراز اللقب الوحيد الذي ينقص سجله الناصع بالالقاب سواء مع منتخب بلاده (كأس العالم وكأس القارات وكأس كوبا أميركا) او الاندية التي دافع عن ألوانها خصوصا برشلونة الاسباني (دوري ابطال اوروبا)، وذلك للمرة الثانية بعد الاولى مع الفريق الكاتالوني عندما خسر النهائي امام بورتو اليغري البرازيلي صفر-1 في المباراة النهائية. وترك رونالدينيو برشلونة عام 2008 وانتقل الى ميلان الايطالي لكن الفريق الكاتالوني توج باللقب العالمي مرتين بعد ذلك عامي 2009 و2011. ونال رونالدينيو أيضا كأس ليبرتادوريس مع اتلتيكو مينيرو هذا العام وكوبا أميركا عام 1999 وكأس القارات عام 2005 وكأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) عام 1997 مع منتخب بلاده. واعرب رونالدينيو عن خيبة امله بعد فشل فريقه في بلوغ النهائي، وقال "انها خيبة امل كبيرة، نحن مستاؤون جدا لاننا كنا نرغب في بلوغ المباراة النهائية، لكن هذه هي كرة القدم ويجب ان نتقبل الخسارة خصوصا وان الفريق الذي هزمنا استحق الانتصار بفضل اداء لاعبيه الرجولي والقتالية الكبيرة التي ابانوا عليها بالاضافة الى الطاقات الفنية الكبيرة التي يتمتعون بها". واوضح رونالدينيو الذي مني بخيبة الامل الثانية في مسيرته الاحترافية بعدما فشل في التتويج بالذهب الاولمبي مع منتخب بلاده عام 2008 في بكين: "على الرغم من الخسارة فقد كان العام رائعا بالنسبة الينا، لقد دخلنا تاريخ فريق يفوق عمره 100 سنة، وتمكنا من الذهاب إلى أبعد حد. أنا سعيد بخوض هذه التجربة وبالإنتماء إلى هذا الجيل في هذا العام التاريخي. لم ننتزع اللقب الذهبي في نهاية المطاف للأسف، لكنها تجربة مفيدة وستتعلم منها الأجيال الصاعدة ضرورة التحلي بمزيد من التركيز وعدم الوقوع في الأخطاء ذاتها". من جهته، عبر القائد ريفر عن استيائه عقب الخسارة، وقال "يصبح الكلام صعبا في مثل هذه الحالات، من الأفضل التحلي بالهدوء تفاديا للمزيد من الإحباط وعدم الإستقرار وربما النزاعات داخل غرف الملابس"، مضيفا "إنه أمر مثير للغضب وغير مقبول، لقد جئنا بصفتنا بين أقوى المرشحين، وتعرضنا للاقصاء بهذه الطريقة. إن جود لاعبين مخضرمين داخل المجموعة أمر جيد، مثل رونالدينيو وجيلبيرتو، فقد عاشوا في الماضي مثل هذه الأوضاع الصعبة". وتابع "أنا فخور جدا لأنني أصحبت جزءا من تاريخ أتليتيكو مينيرو. لقد حل الحزن محل السعادة التي جئنا بها إلى مراكش، ولم تسر الأمور كما كنا نريد. كنا نمني النفس بخوض موقعة النهائي، ولم نكن نعلم بطبيعة الحال هل سنحقق الفوز فيها أم لا، بيد أننا كنا نفضل امتلاك فرصة المنافسة على اللقب على الأقل". أما المدرب كوكا فاكد ان مباراة جوانزو قد تكون نهاية فصل بالنسبة لاتلتيكو مينيرو لكنها ليست نهاية القصة، واعدا بتحقيق المزيد من الانجازات بغض النظر عن نتيجة اليوم السبت: "علينا أن نرفع رؤوسنا ونعمل مجددا وبجدية حتى نعود الى هنا العام المقبل". واوضح كوكا ان فريقه استعد باحترافية كبيرة لمواجهة جوانزو من أجل الخروج من هذه البطولة بتحقيق فوز واحد على الاقل، وتفادي احتلال الاندية البرازيلي لأسوأ مركز في تاريخ مشاركاتهم في البطولة بعدما فشلنا في مهمتنا معادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب مع اوروبا. لكن مهمة اتلتيكو مينيرو لن تكون سهلة امام جوانزو ومدربه الايطالي مارتشيلو ليبي لان الاخير مصمم بدوره على انهاء البطولة بافضل طريقة ممكنة بعدما حقق الانجاز التاريخي المتمثل في بلوغ الدور نصف النهائي في اول مشاركة له في العرس العالمي قبل ان يخسر امام بايرن ميونيخ الالماني صفر-3 في دور الاربعة. ويعول جوانزو على نجميه البرازيليين موريكي وايلكيسون الى جانب الارجنتيني داريو كونكا لتعميق جراح اتليتيكو مينيرو والظفر بالمركز الثالث ليصبح خامس فريق اسيوي يصعد على منصة التتويج بعد اوراوا رد دايموندز وغامبا اوساكا اليابانيين وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي والسد القطري اعوام 2007 و2008 و2009 و2011 على التوالي. واعرب ليبي عن فخره بالاداء الذي قدمه فريقه في البطولة العالمية مشيرا الى ان فريقه سيبذل كل ما في وسعه من اجل تحقيق نتيجة ايجابية امام اتليتيكو مينيرو وتفادي الاخطاء التي ارتكبت امام الفريق البافاري. وأضاف "ليس لدينا ما نخسره، نعرف باننا سنواجه فريقا متعطشا الى الفوز خصوصا وانه كان بين المرشحين للظفر باللقب، ولكننا سنحاول استغلال معنوياته المهزوزة واحراز المركز الثالث دون الافراط في الثقة لان اتلتيكو مينيرو يملك لاعبين بامكانهم حسم النتيجة في اي وقت". وختم ليبي "عموما نحن فخورون بما قدمناه هذا الموسم بعد عام من العمل حيث حققنا الاهداف المتوخاة: دوري ابطال اسيا والدوري المحلي ودور الاربعة في مونديال الاندية. انه انجاز تاريخي".