مصر الغارقة فى السياسة

●● قبل ثلاثة أعوام عرضت قناة ناشيونال جيوجرافيك فيلما وثائقيا بعنوان حرب المياه فى الشرق الأوسط، على ما أذكر وتناولت حروب المياه المتوقعة فى القرن الحادى والعشرين بمناطق مختلفة من العالم ومنها إفريقيا، وتحدث الفيلم تحديدا عن حرب مياه بين مصر وإثيوبيا بسبب سد الألفية (النهضة).
وتضمن الفيلم عرضا علميا للمشكلة وتأثير بناء السد على حصة مصر من نهر النيل.
●● هذا الموضوع المصيرى تجد له عشرات العناوين فى محرك البحث جوجل، وقد قتل بحثا، لكنه ظل موضوعا غائبا عن وعى الرأى العام فى مصر حتى انفجر أخيرا بعد تحويل مجرى النيل الأزرق. وعلى الرغم من خطورة السد الأثيوبى على الأمن القومى المصرى، لم أسمع مرشحا رئاسيا واحدا يتحدث عن رؤيته لمواجهة هذا السد (إذا كان هناك من تحدث ولم أسمعه، فهو تقصير منى أعتذر عنه مقدما)، فيما كانت الأحاديث كلها عن موضوعات مكررة ومستهلكة مثل الصحة والتعليم والإسكان والسياحة والحريات، وتحتاج إلى عمر نوح ومال قارون وعقل أينشتاين كى نعالجها.. وبالطبع تحدث المرشحون عن الأمن الذى سيعود، ولم يعد وقد كانت كلها مجرد عناوين ومجرد كلام.
●● هذا مثال على السياسة فى مصر وعلى السياسيين والنخبة الذين يقودون ويتحدثون، وقد تجاهلوا خطرا يهدد الأمن القومى للبلاد منذ سنوات، ولم يتحدثوا عن كيفية مواجهته بمنطق وبخطط ممكنة وليست مستحيلة بل لم يحذروا من الخطر بجدية.. هل تلك هى السياسة؟.. أسأل وأرى مصر غارقة فى السياسة.. وتعانى من خطر جفاف المياه؟!
●● لابد من مواجهة عنف الإرهابيين، يكون بعنف القانون. ويوم يلقى القبض على قتلة الضابط الشهيد فى العريش، لابد من محاكمة عاجلة وجزاء عادل فى أسرع وقت، ويكون معلنا، فمن قتل يقتل. والأمر نفسه يسير على شهيد قوة أمن القليوبية.. وهذا تعليقى على تصريح السفير علاء الحديدى بشأن مناقشة مجلس الوزراء تغليظ العقوبات فى الاعتداءات على الشرطة، هو أنتم لسه هتناقشوا؟!
●● احتلال مكتب وزير الثقافة ليس من الديمقراطية، وكذلك قيام دولة داخل الدولة. لأن فض الاعتصام مسئولية الأمن فى غياب السياسة، وليس مسئولية إخوان فى غياب الأمن..!
●● قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إنه سيتم إغلاق جميع المحاور القادمة من سيناء قبل 72 ساعة من يوم 30 يونيو لمنع دخول عناصر إرهابية.. هل هذا معقول؟ هل نبلغ الإرهاب بموعد الإغلاق..؟ فيكون عبوره واردا قبل الموعد المحدد.. إن إغلاق المحاور يبدأ الآن أو يفترض أنه بدأ منذ أسابيع..!
●● ربنا يستر للمرة العاشرة فى عامين وخمسة أشهر.. ربنا يستر نرددها نحن أهل مصر قبل يوم 30 يونيو، لأننا لم نعرف تظاهرا سلميا من بعد 11 فبراير. وكل تظاهر يسقط فيه ضحايا وجرحى.
●● ميدو أعلن اعتزاله.. هو كان لسه بيلعب؟!