الاجتماع الذى عقدته اللجنة التنفيذية للفيفا أمس فى العاصمة بورت لويس قبيل انطلاق أعمال الكونجرس ال63، لم ينعقد بكامل تشكيلها المعتاد.. فالاجتماع شهد غياب وجوه، وظهور أخرى.. وحضره 23 عضوا إضافة إلى الرئيس..! اختفى ثلاثة وظهر ثلاثة.. وظهر الوئام على الاجتماع الذى شهد الظهور الأول للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوى والأمريكى سونيل ع الكونكاكاف وسالجيرو عن أمريكا الجنوبية. القضية الشائكة المتعلقة بتحديد سن رئيس وأعضاء المكتب التنفيذى وعدد دوراتهم.. تم ترحيلها إلى اجتماعات كونجرس 2014 وعليكم خير..! أما الثلاثة الكبار السمان الذين حضروا آخر اجتماع لها العام الماضى وغابوا أمس.. اثنان منهما قدما استقالتهما لتفادى المساءلة القضائية، أما الثالث فمازال يقاوم.. ولكن هيهات.. فالثلاثة متهمون بالفساد، كعادة اللجنة فى أعوامها الثلاثة الأخيرة.. هم: 1 الباراجوانى نيكولاس ليوز الذى استقال مؤخرا من رئاسة اتحاد أمريكا الجنوبية ليتجنب مثوله أمام القضاء، وقد كان أكبر أعضاء اللجنة التنفيذية سنا، ولم يكن ينافسه فى سنوات خدمته فى الفيفا سوى جاره الأرجنتينى خوليو جرندونا النائب الأول للرئيس وكاتم أسراره وأمين صندوقه.. العم نيكولاس أرجع سبب استقالتة لأسباب صحية. 2 الأمريكى تشاك بليزر الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف المتهم بالاستيلاء على مبالغ طائلة بغير وجه حق من مخصصات الاتحاد تجاوزت ال35 مليون دولار.. والطريف أنه هو الذى فتح ملف الادعاء لدى الفيفا على محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى السابق واتهمه بمحاولة شراء أصوات اتحادات دول الكونكاكاف أثناء حملة ترشحه لرئاسة الفيفا عام 2011 فى مواجهة جوزيف بلاتر.. والطريف أيضا أن بليزر الذى كان يعمل بدوائر التحقيق الأمريكية، هرب هذه المرة من الخضوع للتحقيق القضائى بالاستقالة، وبالتأكيد هو الآن بانتظار المساعدة من معلمه جوزيف بلاتر بعد أن أوقفته لجنة القيم بالفيفا لأجل غير مسمى.. واستقالة بليزر جاءت هى الأخرى على الطريقة اللاتينية.. لأسباب صحية..! 3 السيرلانكى فرناندو منيلال، هو أحدث الوجوه وآخر الأعضاء الذين لحقت بهم الاتهامات، وقد أصدرت لجنة القيم بالفيفا قرارا بحقه فى 28 إبريل الماضى يقضى بإلإيقاف 8 أعوام لإدانته بتهم تتعلق بالفساد دون أن تعلن تفاصيلها.. وأغلب الظن أنه فساد يتعلق بمجموعة الآسيان التى ينتمى إليها، كما تتعلق أيضا بدوره فى الاتحاد الآسيوى أثناء مساندته لإبن همام.. ويقال إن التحقيقات التى أجرتها شركة التدقيق السنغافورية التى كانت تحيك التهم فى قضية ابن همام، وجدت أدلة إدانة بحق فرناندو، فسلمتها لإدارة الاتحاد الآسيوى الذى سلم كل شىء بدوره إلى الفيفا.. وقد تقدم فرناندو باستئناف ضد قرار الفيفا.. والملفت أن هذا المسكين السمين، لم تدم عضويته فى الفيفا إلا أقل من عامين، وبالتالى فهو سمكة صغيرة مقارنة بحوتى أمريكا الجنوبية والكاريبى، اللذين استقالا بعد عقود من النهب و«الهبش»..!. والمثير للدهشة أن اللجنة التنفيذية بالفيفا والتى فقدت قرابة نصف أعضائها على مدار السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى إدانة رئيس الفيفا السابق البرازيلى جواو هافيلانج وتنازله مجبرا عن رئاسة الفيفا الفخرية، لم يؤثر على وضع الرئيس الحالى جوزيف بلاتر.. فرغم كل ذلك، لم يأت ذكر لاسم بلاتر فى أية تحقيقات، لا من قريب أو بعيد.. لا هنا ولا هناك.. تمام يا زعيم..!!