المصريون أبطال أفريقيا .. فازوا على غانا .. و«لا عزاء لجمهور الجزائر»

للمرة الرابعة ..

المنتخب المصري يحقق الإنجاز ، يتخطى الصعاب والأزمات ، أبناء ربيع ياسين أبطال كأس الأمم الإفريقية للمرة الرابعة في تاريخهم بعد أن حققوا الفوز على نظيرهم المنتخب الغاني بركلات الجزاء الترجيحية 5-4.
في المباراة التي لم يضيء فيها كهربا جوانب ملعب أحمد زبانة في مدينة وهران بالجزائر ، ولم يكن جمعة الفتى الصالح وأمل منتخب مصر ، المنتخب المصري عاد بعد 10 سنوات ليحقق اللقب الذي أحرزه عام 2003 جيل المدير الفني حسن شحاتة.
أحرز صالح جمعة الهدف الأول في الدقيقة 4 ، وتعادل أركوفور في الدقيقة 7.
البطولة منحت المنتخب المصري المركز الثاني في قائمة المنتخبات الحاصلين على اللقب بعد نيجيريا المتصدرة بستة ألقاب ، بعد أن تجمدت ألقاب غانا عند 3.
التقدم المصري وتعادل غاني .. الإثارة في 4 دقائق:
بدأت المباراة بإيقاع سريع، بدون جس نبض ، أو انتظار أحد الطرفين للوقوف على طريقة لعب الفريق الآخر، بادر المنتخب الغاني بالهجوم عبر لاعبه موسيس أوديرا في كرة احتسبها الحكم الجزائري حميد شريف خطأ على النجوم السوداء ، ليخطف المنتخب المصري مفاتيح اللعب، وتصل الكرة إلى محمود عبدالمنعم كهربا في الجانب الأيسر، ويتمكن من مراوغة إبينزير أوفوري الذي عرقله ليحتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة 3 ، سددها صالح جمعة على يمين إريك أنطوي محرزاً هدفاً كربونياً من لقاء المنتخبين في الدور الأول.
لم يمهل أحمد سمير لاعب المنتخب المصري زملائه فرصة للفرحة، حيث ارتكب خطأ في منتهى السذاجة، حيث أرسل أحد لاعبي غانا كرة عرضية إلى لارتي لاورينسي ، حاول أحمد سمير قطعها في الطريق ليطير بقدمه ويركل الأخير في رأسه ، ليحتسب الحكم الجزائري ركلة جزاء أخرى بعد دقيقتين فقط نفذها جيريماه أركوفول بنجاح في شباك مسعد عوض.
سيطرة النجوم وتشجيع جزائري:
بعد الهدف استغل المنتخب الغاني تراجع الفراعنة قليلاً، ومؤازرة جماهير الجزائر للنجوم السوداء بشدة ليسيطروا على المعلب تماماً، وأحكموا السيطرة على منطقة وسط الملعب في ظل انكماش كبير للاعبي المنتخب المصري في مناطقهم الدفاعية، حيث ظل مهاجم المنتخب عمر بسام هو اللاعب الوحيد الموجود في نصف ملعب غانا طوال النصف ساعة الأولى وسط محاولات نفذها شباب الفراعنة على استحياء لزيارة منطقة جزاء غانا.
وفي تمام الدقيقة ال30 ، حصل المنتخب الغاني على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء إثر جذب ياسر إبراهيم لأسيفاوه إبينزير باليد ، سددها أركوفول وكاد يحرز الهدف الثاني له ولمنتخبه، لولا أن تعاطفت العارضة مع المنتخب المصري وتصدت للكرة التي شتتها الدفاع.
عودة الفراعنة المتأخرة:
المنتخب المصري في الدقائق الأربعة الأخيرة، أضاع ثلاث فرص، اثنان منها من عمر بسام الذي تكاسل في عرضية أحمد سمير لتمر الكرة بعرض منطقة الجزاء إلى الجناب الآخر، والثانية بعد عرضية أسامة إبراهيم التي سددها برأسه بجوار القائم، والكرة الأخيرة أمسك بها انطوي بعد الركلة الحرة التي سددها سمير أفلتت من كل اللاعبين ليجدها الحارس في يده.
في آخر دقيقة من عمر الشوط، ضاعت هجمة غريبة، حيث أرسل عوض كرة طولية، تجاوزت دفاع غانا لتصل إلى كهربا المنفرد، لكن انطوي تألق، وخرج في اللحظة المناسبة ليتصدى لها، لكن الغريب في الكرة هو أنها عادت إلى عمر بسام – أكثر لاعبي المنتخبين إضاعة للفرص – الذي وجد المرمى خاليًا، ويمينه تريزيجيه ويساره كهربا، لكنه تلكأ بالكرة كثيراً قبل أن يقرر تسديد الكرة في جسد الحارس، ليطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط الأول.
لا جديد في الشوط الثاني:
دخل المنتخبان الشوط الثاني بدون أي تغييرات في التشكيل، وسرعان ما بدأ المنتخب الغاني في تهديد مرمى مصر عبر المهاجم نارث فرانسيس الذي راوغ كل من قابله قبل أن يسدد الكرة التي أخرجها الدفاع من خط المرمى.
في دقيقتين، تبادل الفريقان الخطورة ، حيث هيأ بسام الكرة لنفسه قبل أن يطلق تسديدة قوية مرت بجوار القائم ، لتحصل غانا على الكرة وتنفذ هجمة مرتدة سريعة تصل إلى نيكيتياه ريشموند الذي سدد صاروخاً من خارج منطقة الجزاء حولها مسعد عوض إلى ركلة ركنية.
رفعت يصنع الفارق .. وجمعه يثير التساؤل:
علامات استفهام كثيرة حول مستوى صالح جمعة في الشوط الثاني ، حيث لجأ إلى اللعب الفردي والاستعراضي أكثر من المشاركة مع زملائه ، وهو ما أدى إلى خطف الكرة منه ووصولها إلى أوفوري الذي ممر الكرة إلى فرانسيس المنفرد ، ليسدد الكرة لكن مسعد يتألق ويخرج الكرة على بعد خطوات قليلة من صاحب التسديدة ، لكن الحكم يطلق صافرته معلناً تسلل مهاجم غانا.
ربيع ياسين أجرى أول تغييرات اللقاء بإشراك أحمد رفعت مهاجم إنبي بدلاً من محمود حسن تريزيجيه في الدقيقة 68 لتنشيط الجانب الهجومي قليلاً ، ليتعرض بعد ذلك أسامة إبراهيم لإصابة ويجري المدير الفني تغيير ثاني اضطراري بإشراك محمود حمد بدلاً منه.
أحمد رفعت تمكن من تنشيط الجانب الهجومي لمنتخب مصر قليلاً ، في ظل استمرار سيطرة غانا ، والخطورة الكبيرة على مرمى مصر، وأضاف رفعت لمحة من الخطورة على هجمات مصر التي غابت عن تهديد مرمى أنطوي طوال الشوط الثاني.
الدقائق مرت على ما هو الحال عليه ، سيطرة وخطورة غانية ، ارتباك وانكماش مصري مع ومحاولات شحيحة لتهديد مرمى إريك ، ليطلق شريف صافرته معلنا دخول الطرفين ماراثون الأشواط الإضافية.
الماراثون ينتهي .. وركلات الترجيح هي الفيصل:
كواسي أبياه المدير الفني لشباب غانا أجرى التغيير الأول له بعد مرور سبع دقائق من الشوط الإضافي الأول ، حيث أشرك ميشيل أنابا بدلاً من النشيط سيلفورد أنابا.
هذا الشوط مر سريعاً جداً على لاعبي غانا المسيطرين ، بطيئاً على لاعبي مصر وحارسهم المتألق مسعد عوض الذي تصدى لفرصتين في منتهى الخطورة، أمام راحة تامة من إريك أنطوي حارس مرمى غانا الذي كان في نزهة كروية في الشوط الإضافي الأول.
الفراعنة الأبطال:
والشوط الإضافي الثاني أيضاً انتهى بنفس الوتيرة ، ليلجأ الطرفان إلى ركلات الترجيح ، أضاع رامي ربيعة الركلة الأولى ، لكن صالح جمعة وأحمد سمير وأحمد رفعت وكهربا أحرزوا الركلات الأربعة الأخرى.
في المقابل تمكن مسعد عوض من التصدي لركلة أحمد أدامز الثالثة بعد أن أحرز نيكيتاه ريشموند وأركوفور ليعادل النتيجة ، لكن لارتي لاوريتسي وإبينزير أوفوري أحرزا الركلتين الأخيرتين ، ليدخل الطرفان المرحلة الثانية من ركلات الترجيح التي لم تطول أكثر من ذلك ، بعد أن أضاع البديل سيلفرود أنابا الركلة السادسة التي أحرزها حسام غالي في شباك إريك أنطوي محققاً الفوز لمصر.
الجدير بالذكر، أن كل لاعب من شباب "الفراعنة" كان يحرز ركلة ترجيح كان يتوجه للجمهور الجزائري، ردًا على مؤازرته القوية للنجوم السوداء، مشيرًا إلى قميص منتخب مصر.