شكّل اليوم، 22 أكتوبر، في ميانمار علامة فارقة في تاريخ مشاريع التعليم الصحية التي يضطلع بها بفتتاح أول برنامج "11 من أجل الصحة" في آسيا. حيث يجتمع مدرسون ومدربون من 11 مدرسة انخرطت بالمشروع بمرحلته التجريبية في يانجون حتى يوم الجمعة المقبل للإشتراك في جلسات تدريبية يشرف عليها كبير خبراء الفيفا الطبيين البروفيسور جيري دفوراك. كما سيتم تنظيم ورشة إضافة تمتد لثلاثة أيام مخصصة لأطباء الإتحادات الوطنية وتتمحور حول طب الطوارئ ومكافحة المنشطات وتبدأ يوم الأربعاء. وحول هذا النشاط، قال دفوراك: "ليس من قبيل المصادفة أن ميانمار هي أول دولة آسيوية طبّقنا فيها برنامج "11 من أجل الصحة". ميانمار هي دولة شغوفة بكرة القدم، ولهذا فإننا نحاول أن نستخدم القوة التي تتمتع بها رياضتنا للتعامل مع بعض المسائل الصحية الجدية. وقد أظهر اتحاد كرة القدم في البلاد وسلطات ميانمار اهتماماً مستمراً بمبادراتنا الطبية والصحية بما أنهم مقتنعون بالأثر الإيجابي الذي يمكن لكرة القدم أن تحدثه في مجالي التعليم الصحي والوقاية." ويعتبر "11 من أجل الصحة" برنامجاً مبتكراً يضطلع به الفيفا ويروّج ل11 رسالة بسيطة تهدف إلى تقليل الأمراض السارية والغير السارية. وتعتمد المبادرة على تحليل لعوامل الخطر من قبل منظمة الصحة العالمية. وبعد أن محطات لهذا البرنامج في بوتسوانا وكولومبيا وغانا وكينيا ومالاوي وموريشيوس والمكسيك وناميبيا وجزر سليمان وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتونجا وزامبيا وزمبابوي، أصبحت ميانمار الدولة الخامسة عشرة التي تحط فيها رحال برنامج "11 من أجل الصحة." وأضاف دفوراك: "بالنظر إلى أن فيروس العوز المناعي البشري (HIV) والملاريا والسل، على سبيل المثال لا الحصر، تشكل مخاطر جدية على الصحة العامة فيميانمار، فإن أمامنا فرصة جدية لتقديم مساهمة جلية للبلاد عبر إيصال بعض الرسائل الهامة من خلال مبادرة "11 من أجل الصحة" مثل 'احمِ نفسك من فيروس HIV' و'احترم الفتيات والسيدات' و'تجنب المخدرات والتبغ والكحول' و'اغسل يديك' و'اشرب مياهاً نظيفة'." وبحسب بيانات برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس العوز المناعي البشري/متلازمة نقص المناعة المكتسب (UNAIDS)، فإن حوالي 216 ألف شخص يتعايشون مع الفيروس في ميانمار من أصل عدد سكان إجمالي يبلغ 55 مليون. أما الأمراض ذات الصلة بالإيدز، السل والملاريا، فهي من بين أهم عشرة مسببات للوفاة في البلاد. وبقاعدة كروية تُقدر بأكثر من مليون لاعب نشط، لطالما كانت ميانمار معقل كرة القدم في جنوب شرق آسيا خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، رغم أن البلاد لم تترك بصمة واضحة على الساحة الدولية منذ ذلك الوقت. وعلى مدى العقدين الماضيين، يُولي الفيفا أهمية لمسألة تطوير كرة القدم في ميانمار من خلال مجموعة من المبادرات، من بينها برنامج "الهدف" وبرنامج "المساعدة المالية" وبرنامج "الأداء". وقد زار رئيس الفيفا جوزيف سيب بلاتر مدينتي ماندالاي ويانجون في مارس 2011 لتدشين ثاني مشروع لبرنامج "الهدف" فيميانمار وهو "أكاديمية ماندالاي لكرة القدم"، ووضع حجر الأساسي لمشروع "الهدف" الرابع وهو عبارة عن تحديث ملعب أكاديمية الشباب الوطنية. وقد حظيت ميانمارحتى الآن بما مجموعه خمسة مشاريع لبرنامج "الهدف".