حقق منتخب سيدات اليابان إنجازا جديدا بفوزه على فرنسا 2-1 في نصف النهائي الأول، ليبلغ نهائي مسابقة كرة قدم السيدات في أولمبياد لندن 2012 FIFA. تأهل اليابان جاء بعد لقاء كبير في نصف النهائي احتضنه ملعب ويمبلي، وتحقق بفضل هدفين من ناجاساتو (31) وساكاجوتشي (48) واكتفت الفرنسيات بهدف وحيد عبر لو سومر (75) كانت الفرنسيات يدركن أن الهجوم المبكر والذي قد يمنحهن هدفا سريعا، ربما يدير الدفة بأكلملها باتجاه تحقيق هدفهن المنشود من جهة، وارباك بل وإلغاء كامل مخططات بطلات العالم اليابانيات من جهة أخرى، وذلك ظهر النشاط جليا على الأداء الهجومي للفرنسيات عقب انطلاقة الصافرة. وارتفع مؤشر التهديد لتدخل الحارسة اليابانية في اختبارات غير مريحة لها، حيث قامت ثايني بمجهود طيب ومررت الكرة إلى نسيب التي أطلقت كرة باتجاه المرمى من خارج منطقة الجزاء، تعذبت الحارسة فوكوموتو في السيطرة عليها واحتاجت للمرة الثانية لكي تحصل على الكرة قبل متابعة المتأهبة ديلي (7). ظلت الرغبة الفرنسية جامحة في التهديد من جديد، وكادت أن تسنح الفرصة المناسبة أمام نسيب لكن الدفاع الياباني رفع من مستوى الانتباه والغى الخطورة قبل استفحالها (11). استوعبت اليابانيات بعد ذلك ما يجري، ودخلن بسرعة لأجواء اللقاء، وبدأن بفرض نفوذهن على منطقة العمليات بفضل القائدة الخبيرة مياما والنشاط من بقية الزميلات. صحيح أنهن لم يرفعن درجات التهديد لمرمى بوهادي، لكن ذلك لم يقلقهن كثيرا، في ظل تواصل الهجوم. ومع دخول الربع الأخير من أحداث الحصة الأولى، سكبت القائدة مياما كامل خبرتها وعكست كرة مباشرة من منتصف الملعب الفرنسي، أوصلت الكرة إلى حدود منطقة المرمى، خرجت إليها الحارسة بوهادي بثقة زائدة لتفلت منها الكرة وتنقض عليها ناجاساتو وتكملها نحو الشباك رغم المحاولات الدفاعية الفرنسية، هدف اليابان الأول (31). وعلى هذا التقدم حافظت "محارابات الساموراي"حتى صافرة نهاية الحصة الأولى. مع بداية الشوط الثاني، أدركت اليابانيات أن الحصول على هدف التعزيز، من شأنه أن يمهد طريق التأهل للنهائي الكبير، خصوصا وأنهن يعلمن رغبة الفرنسيات في التقدم المبكر لإدراك التعادل، وبالفعل فقد نجحن في تحقيق ما أردن، ومن نفس المشهد تقريبا، عكست مياما كرة مباشرة من عمق الوسط، لم يحسن معها الدفاع الفرنسي إبعادها أو حتى فرض الرقابة على المهاجمات، لتقوم ساكاجوتشي بتحويلها برأسها بذكاء كبير بعيدا عن متناول بوهادي لتهز شباكها بالهدف الثاني (48). مع هذا التأخير رمى المنتخب الفرنسي بكل مالديه، حيث أجرى المدرب بيني تعديلا مزدوجا باشراك لو سومر وأبيلي، وأعطى تعليماته بضرورة التقدم الكامل للهجوم، وهو ما حول مسار الأحداث لمصلحته، حيث تعددت مشاهد الخطورة في المقدمة. بدأت ماري ديلي الفرص عندما توغلت بقوة من الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء وقبل أن تصل خط النهاية سددت من زاوية ضيقة، لترتد كرتها من قدم فوكوموتو (53). ونشطت الجناح الأيمن توميس واخترقت بشكل عرضي على حدود المنطقة ومررت الكرة إلى نسيب التي سددتها قوية علت المرمى الياباني (63). وتبعتها ذات اللاعبة نسيب بكرة أرضية من داخل المنطقة سيطرت عليها فوكوموتو بصعوبة قبل أن تلج الشباك (66). كل هذا النشاط الفرنسي زاد من ثقتهن في التسجيل، وهذا ما تحقق فيما بعد، فمن هجمة منسقة تقدمت ديلي من الجهة اليمنى ومررت إلى الجناح السريع توميس هيأتها عرضية متوسط الارتفاع لتقابلها لو سومر دون تردد وأطلقتها "قذيفة" تفجرت بشباك اليابان، الهدف الفرنسي الأول ومقلصة الفارق إلى هدف (75). ارتفع النسق الهجومي الفرنسي، وأظهرت لو سومر قدرات كبيرة عندما شقت طريقها من الجهة اليسرى وتجاوزت إيواتشيميزو بمهارة وعند دخولها منطقة الجزاء أكملت فاصل المراوغة واجتازت ساكاجوتشي التي لم تجد بداً من إعاقتها، لتكون ركلة الجزاء "الحاسمة" تقدمت لها بوساليا ولكن تسديدتها مرت بجوار القائم الأيسر، وتضيع معها فرصة التعادل الأكيد (78). صحيح أن الهدف الضائع "أوجع" الفرنسيات، لكنهن لم يتراجعن أبدا عن خيار الهجوم، ولاحت فرصة جديدة، حيث خرجت الحارسة فوكوموتو لكرة عالية أفلتت منها لتحاول لو سومر ردها مقصية، لم تصب الشباك في المرة الأولى، وكذلك لم تحسن ديلي متابعتها وهي على مقربة من المرمى قبل أن تسيطر عليها الحارسة (80). واصلت الفرنسيات المحاولة لإدراك التعادل، واندفعن بكامل العدد خصوصا مع اقتراب الوقت على النهاية، وكدن أن يتقبلن "رصاصة الرحمة" عندما انطلقت ناجاساتو خلف كرة طويلة وتقدمت حتى واجهت المرمى، ولكنها اختارت التسديد على القائم بدلا من الشباك (90)، لكن ذلك لم يمنع فوز فريقها في النهاية وبلوغ النهائي الكبيرة.