فرض التعادل السلبي نفسه على لقاء القمة الذي جمع اليابان بطل العالم 2011 والسويد الثالث، ضمن الجولة الثانية للمجموعة السادسة لمسابقة كرة قدم السيدات ضمن أولمبياد لندن 2012. اللقاء الذي أقيم على ملعب ريكو أرينا في كوفنتري، شهد سيلا من الفرص الضائعة خصوصا من الجانب الياباني، لكن التعادل منح الفريقين نقطة واحدة ليعززا الرصيد إلى 4 نقاط، بعد فوزهما في الجولة الأولى مع تقدم سويدي بفارق الأهداف. فاحت رائحة "الثأر" من أجواء اللقاء بعد أن كانت اليابان قد أقصت السويد من نصف نهائي كأس العالم ألمانيا 2011 بنتيجة 3-1 قبل أن تتوج باللقب الكبير، ولذلك فقد بدت الرغبة السويدية كبيرة في السيطرة على الكرة والتقدم للهجوم المبكر، فسددت ثونبيرو كرة من خارج منطقة الجزاء سيطرت عليها الحارسة فوكوموتو (12). لكن ذلك لم يؤرق اليابانيات، بل على العكس، فقد تنبهن لضرورة الدخول في الأجواء أسرع، وأعلنت ناجاساتو عن النوايا الهجومية من تسديدة أمسكتها لينداهل (14). بعدها بدأت "محاربات الساموراي" في بسط سطيرتهن على مسرح الحدث، وامتلكن الكرة أكثر من منافساتهن بفضل نشاط القائدة مياما وزميلتها ساوا، وانتشرت بقية الزميلات في ملعب السويديات، اللاتي تعاملن بحذر مع هذا الأمر، إذ تراجعن نوعا ما للدفاع بهدف إغلاق المنافذ المؤدية لمرماهن. إزاء المتانة الدفاعية السويدية حول منطقة الجزاء، وجدت المحاولات اليابانية بعض الصعوبة في التخلص واختراق منطقة الجزاء، وهو ما جعل المدافعة اليسرى "النشيطة" ساميشيما من تجربة حظها عندما تخلصت بمهارة من منافستها وسددت كرة كانت لها لينداهل بالمرصاد (24). بدورهن اعتمدت السويدات على الهجمات المرتدة السريعة، لعل وعسى أن يستفدن من الاندفاع وبعض الثغرات، فسددت جاكبسون كرة مرت بجوار القائم (26)، ثم لاحت فرصة طيبة عندما مررت شيلين إلى سيجر داخل المنطقة، لكن كرتها وجدت منعة دفاعية حرمتها من تهديد فوكوموتو (36)، لينتهي الشوط على إيقاع التعادل الأبيض. تغير الحال كليها مع إنطلاقة الشوط الثاني، حيث دانت السيطرة والخطورة للمنتخب الياباني، الذي امتد بوقت مبكر نحو الهجوم بغية افتتاح النتيجة، فبدا واضحا إصرار اليابانيات على التسديد لحظة الاقتراب من منطقة الجزاء، حيت توالت المشاهد ذاتها، فأطلقت كاواسومي ومن بعدها ساوا كرتين خلال لحظات وجدتا تألقا من لينداهل (49). ورغم أن الرد السويدي جاء سريعا وبالمثل عبر تسديدتين من سفينسون وثونبيرو سيطرت عليهما فوكومتو (51)، إلا أن مشاهد الخطورة اليابانية ارتقت درجاتها لتبلغ التهديد الواضح والمباشر، فتوالت الفرص باتجاه المرمى "الأصفر" فسددت مياما كرة من داخل المنطقة علت المرمى بقليل (58)، ثم اخترقت ناجاتسو الجزاء وراوغت ظلها وسددت كرة قوية وجدت قدم الدفاع لتبطل مفعولها (60). وقطعت ناجاتسو الكرة من منتصف الملعب وتقدمت وتبادلت الكرة مع أوهنو التي هيأتها بذكاء داخل المنطقة، نجحت ناجاتسو في التخلص من الدفاع ولكن لينداهل تألقت في حرمانها من هز الشباك (65). وبعدها مباشرة اخترقت الظهير الأيمن كينجا منطقة الجزاء ومررت كرة عرضية سريعة لم تحسن أوهنو ترجمتها فمرت كرتها ضعيفة فنجحت لينداهل في السيطرة عليها ومنعها من المرور وتجاوز خط المرمى (67). في ظل اتجاه الأحداث لذات "السيناريو"، حاولت السويديات "مباغتة" اليابانيات بهجمات سريعة "عانت" من القلة العديدة، ولذلك لم تتمكن شيلين من تسديدة الكرة بحرية وسط حصار رباعي فمرت كرتها الأرضية دون أن تعذب الحارسة فوكوموتو (71). ولم تحمل الدقائق الأخيرة أي تغيير على النتيجة، حيث تقلصت الخطورة نوعا ما وإن بقية الأفضلية يابانية، لكن صافرة النهاية كانت السباقة، ليقنع الفريقين بنقطة واحدة.