بغض النظر عن نتيجة مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في ميونيخ الشهر المقبل فان انتصار تشيلسي المذهل 3-2 في مجموع المباراتين على برشلونة المدجج بالمهارات على ملعب نو كامب في الدور قبل النهائي أمس الثلاثاء سيعد احد الانجازات البطولية للنادي الانجليزي. ولعب تشيلسي بعشرة لاعبين لنحو ثلثي المباراة بعد طرد القائد جون تيري وأفلت من حصار الفريق الاسباني قبل أن يعوض المهاجم فرناندو توريس المولود في مدريد والذي حصل النادي الانجليزي على خدماته مقابل 50 مليون جنيه إسترليني (80.75 مليون دولار) شهورا من الإخفاق بتسجيل هدف في الأنفاس الأخيرة قاد به الفريق للتعادل 2-2 مع برشلونة والفوز 3-2 في مجموع المباراتين. وعبر هذا الانتصار عن البطولات الكبرى التي قام بها دفاع تشيلسي الحديدي في مواجهة أسلوب لعب برشلونة المعتمد على المهارات والتمرير. ونشرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء صورا لوجه توريس الممتليء بالسعادة على صفحاتها تحت عناوين تقول "العمالقة" و"رجال المعجزات". وكان راميريس سجل هدفا رائعا مع نهاية الشوط الاول ليقلص الفارق إلى 2-1 بعد تقدم برشلونة بهدفين ليضع فريقه في موقف قوي للفوز بالمواجهة حيث كان يكفيه الخروج بهذه النتيجة لحسمها لصالحه. وسمح هذا الهدف لتشيلسي الذي كان يرتدي قميصا يشبه قميص لعب ريال مدريد الأبيض باستكمال اللقاء بعقلية حروب الخنادق وهو ما استفاد منه الفريق كثيرا. وكلل هدف توريس الحاسم بعد نزوله بديلا ليلة ملحمية عجزت معها كلمات الاشادة من جاري نيفيل الذي يقوم بالتعليق لشبكة سكاي الرياضية. ولعب نيفيل مع مانشستر يونايتد عندما انتزع الفوز من بين أنياب بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 في ليلة ملحمية أخرى على ملعب نو كامب. وبعد أن شق توريس طريقه وحيدا نحو مرمى برشلونة بدون أي ملاحقة من دفاع النادي الاسباني في الدقيقة 90 قبل أن يخدع الحارس فيكتور فالديس ويسجل في المرمى صاح نيفيل قائلا "غير معقول ..غير معقول" وكان هذا اقل وصف لما حدث. فبعد موسم كاد أن يكون الأسوأ في السنوات الأخيرة بالنسبة لتشيلسي وكان يتوقع أن يكون الأخير لعدد كبير من لاعبي الحرس القديم مثل ديدييه دروجبا وفرانك لامبارد أصبح النادي على بعد انتصار وحيد من دخول كتب التاريخ. وسيدخل تشيلسي مباراة النهائي أمام بايرن أو الريال في 19 مايو المقبل بدون تيري الذي حصل على بطاقة حمراء لاعتدائه بالضرب على الكسيس سانشيز بالركبة في الظهر. كما سيغيب عن صفوف الفريق الانجليزي الظهير الأيمن برانيسلاف ايفانوفيتش الذي حصل على إنذار للاعتراض بعد أن أهدر ليونيل ميسي ركلة جزاء في الشوط الثاني لبرشلونة إضافة إلى غياب راؤول ميريليش وراميريس اللذين قاتلا كالأسود خلال المباراة. وتغيرت حظوظ تشيلسي منذ رحيل المدرب البرتغالي اندريه فيلاس بواش بعدما اقاله رومان ابراموفيتش مالك النادي وحل مكانه المدرب المؤقت روبرتو دي ماتيو وأصبح لديه الفرصة للفوز بدوري الأبطال في ميونيخ لأول مرة في تاريخ النادي الانجليزي. واستعان ابراموفيتش في السابق بالعديد من الأسماء اللامعة في عالم التدريب للحصول على اللقب الأوروبي وتفاوتت درجات النجاح من مدرب لأخر لكن من الغريب ان دي ماتيو الأقل شهرة ربما يكون هو الشخص الذي يحمل كأس البطولة التي طالما حلم بها الملياردير الروسي. وكانت أول مباراة يتولى دي ماتيو الإشراف على الفريق فيها في دوري الابطال مواجهة اياب دور الثمانية على أرضه أمام نابولي الايطالي حينما كان فريقه متأخرا 3-1 من مباراة الذهاب. ودفع تشيلسي مباراة الاياب الى الوقت الإضافي ليفوز بها 4-1 ويعبر للدور التالي. ووقف الحظ الى جانب المدرب الايطالي في الدوري الانجليزي الممتاز حينما ساعد هدفان جاءا من تسلل الفريق على الفوز 2-1 على ويجان اتليتيك وكذلك في قبل نهائي كاس الاتحاد الانجليزي عندما احتسب هدف لخوان ماتا في مرمى توتنهام هوتسبير رغم ان الكرة لم تتجاوز خط المرمى. وفي مباراتي الدور قبل النهائي امام برشلونة أنقذت العارضة والقائم تشيلسي أكثر من مرة بينما اخفق ميسي الذي سجل 63 هدفا في كل المسابقات هذا الموسم في إنهاء سوء الحظ الذي يلازمه امام النادي اللندني. وفي اللحظة التي أهدر فيها اللاعب الأرجنتيني ركلة الجزاء في الشوط الثاني تأكد تشيلسي ان النصر سيكون حليفه. ولا يزال تشيلسي يواجه معركة شرسة لإنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل في الدوري الانجليزي وربما يتعين عليه الفوز بدوري الابطال للتأهل الى النسخة المقبلة من البطولة.