- رئيس هيئة عمليات 777 السابق ل«الشروق»: لاحاجة للتدخل العسكري في أزمة الطائرة المختطفة لم تكن عملية اختطاف طائرة مصرية هي الأولى من نوعها، بل وقعت حادثة مشابهة في 23 نوفمبر 1985، وأخرى في 1978، مع اختلاف طبيعة الخاطف في كل عملية؛ فواقعة اختطاف طائرة مصر للطيران، اليوم الثلاثاء، تمت من جانب مواطن مصري، بينما عملية الاختطاف التي وقعت في الثمانينات لرحلة مصر للطيران 648 تمت من جانب منظمة أبو نضال وهي حركة فلسطينية مسلحة بدأت كانشقاق عن منظمة فتح في 1974، والتي كانت مسؤولة أيضا عن اختطاف الطائرة المصرية في 1978. وبرغم إعلان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، أنه حتى الآن لم تتضح دوافع خاطف الطائرة المصرية صباح اليوم أثناء توجهها من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، إلا أن عدد من وكالات الأنباء أفادت، أن خاطف الطائرة المصرية كان يريد التحدث إلى طليقته القبرصية الجنسية، وأنه ربما هناك دوافع عاطفية خلف عملية الاختطاف. رحلة مصر للطيران 648 قام 3 أشخاص تابعون لمنظمة "أبو نضال" باختطاف طائرة مصر للطيران رحلة 648 في 23 نوفمبر 1985، وهي في اتجاهها من مطار أثينا إلى القاهرة، وبعد 10 دقائق من الإقلاع قام أعضاء المنظمة الثلاثة باختطاف الطائرة وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بها في مطار لوكا الدولي بمالطا. وكانت الطائرة من طراز بوينج 737-266، وكانت تقل 92 راكبا من جنسيات مختلفة؛ 50 راكباً مصرياً، و25 يونانيا، و13 أمريكيا، ومكسيكيان، و6 من أفراد الطاقم. بدأ الخاطفون بالتحقق من جوازات سفر الركاب، وأرادوا أن يتوجهوا بالطائرة إلى ليبيا، ولكن كمية الوقود في الطائرة لم تكفي فاضطروا إلى الذهاب إلى مالطا للتزود بالوقود ومن ثم إعادة الاقلاع مرة أخرى إلى ليبيا. وطلب الخاطفون من سلطات الطيران المدني في مالطا الإذن بالهبوط الاضطراري في مطار لوكا الدولي، إلا أن السلطات المالطية رفضت رغبة الخاطفين بالهبوط وإعادة التزود بالوقود، وقامت بإطفاء مصابيح مدرج الهبوط، إلا أن الخاطفين أجبروا الطيار المصري على الهبوط في المطار رغم اعتراض سلطات مالطا. ومن جانبها، أرسلت مصر فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة المصرية إلى مطار لوكا، وبعد أن طالت المفاوضات مع الخاطفين بلا فائدة، قررت القيادة السياسية المصرية الموافقة على اقتحام الطائرة وتحرير الرهائن بعملية عسكرية، وقامت القوة المصرية بعملية الاقتحام قبل الموعد المحدد بحوالي ساعة ونصف، من خلال أبواب الطائرة وأبواب الأمتعة، وعندما أحس الخاطفون بالخطر، وأن عملية الاقتحام قد بدأت، قاموا بإلقاء قنابلهم، وإطلاق النار عشوائياً في الطائرة على الركاب وعلى القوة المهاجمة، مما أدى إلى مقتل بعض الركاب، واشتعال النيران داخل الطائرة. ونتيجة لعملية الاقتحام وتبادل إطلاق النار، سقط 56 قتيلاً من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة، إضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة وأحد الخاطفين بعد الاقتحام. معركة مطار لارنكا بقبرص المرة الثانية التي تعرضت فيها طائرة مصرية للاختطاف كانت أيضا على يد منظمة نضال، وكان ذلك في 18 فبراير 1978، داخل مطار لارنكا الدولي بقبرص، حيث أغارت قوات مصرية على مطار لارنكا، في محاولة لتحرير رهائن في عملية خطف طائرة مصرية من طراز dc-8 على متنها 16 شخصا. وقام الخاطفون باغتيال الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة في عهد الرئيس أنور السادات. واحتجزوا بعد ذلك عددا من العرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرا في نيقوسيابقبرص. وبينما كانت القوات القبرصية تحاول التفاوض مع المختطفين في المطار، قررت السلطات المصرية إرسال قوات من وحداتها الصاعقة الخاصة، وشنت هجوما على المطار. وحدث تشابك بين القوات القبرصية والمصرية، ونتيجة لذلك، انقطعت العلاقات السياسية بين مصر وقبرص لسنوات عدة. من جانبه، قال العقيد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولي ورئيس هيئة عمليات الوحدة 777 والوحدة 999 السابق إن هناك فارق كبير بين حالة اختطاف الطائرة المصرية اليوم، وعملية اختطاف الطائرة التي نفذتها مجموعة صبري البنا الفلسطينية المعروف باسم "أبو نضال" عام 1987. وأوضح العقيد حاتم صابر في تصريحات خاصة ل«الشروق»، اليوم الثلاثاء، أنه وفقا لعمليات اختطاف الرهائن في الطائرات على مدار السنوات الماضية يكون اللجوء لإجراءات التفاوض والخبرات الدبلوماسية في 80% من الحالات، ولا يتم اللجوء للتدخل العسكري إلا في حالة الضرورة القصوى، وهو ما أصبح مستبعدا بعد الإفراج عن جميع الركاب المصريين باستثناء قائد الطائرة و4 أجانب. واستطرد العقيد حاتم صابر في حديثه «عملية اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب وتوجهها إلى قبرص ليس الغرض منه عمل إرهابي بقدر أنه غرض دعائي وشو إعلامي للنيل من سمعة مصر الأمنية والإضرار بمصالح الأمن القومي والتأثير السلبي مجددا على السياحة المصرية خاصة بعد الخسائر التي تعرضت لها إثر حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء وما أعقبها من مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.