لم أفعل شيئًا لأندم عليه.. وتمت المتاجرة بى بسبب جرأة المصارحات حققت الانتشار الذى حلمت به.. والشهرة لم تكن هدفى الرئيسى منذ البداية لا تقارنوا بينى وبين ريهام سعيد.. ولست بديلة لها على شاشة النهار قد يذهب البعض إلى أنه «تغيير مسار»، ويذهب البعض الآخر أنه محاولة للتصالح، ولكن الإعلامية منى عبدالوهاب ترفض الوصفين السابقين تماما وتجد أن برنامجها الجديد «أهل المحبة» هو حلم عمرها الذى سعت له بكل جهدها وطاقتها، ذلك البرنامج الاجتماعى الخدمى، الذى تغير به جلدها كليا بعد «مصارحة حرة» الجرىء الصعب الذى ذبحت بعض ضيوفها فى بعض حلقاته بأسئلة جريئة وصعبة، ومع ذلك فهى تعلنها صراحة «أنا لم أكذب على فنان أو أخدعه فمن البداية أكدت لهم أنه hard talk»، فى الحوار التالى تكشف منى لأول مرة عن تفاصيل برنامجها «أهل المحبة» وتطلق العديد من التصريحات الجريئة كعادتها دائما: فى البداية كيف جاءت فكرة برنامج «أهل المحبة»؟ فكرة هذا البرنامج لدى حتى من قبل «مصارحة حرة»، وكان فى البداية اسمه «جرب تلونها»، ثم اخترنا اسم «أهل المحبة» لأنى غير موافقة على فكرة أنه عندما أساعد شخص ما فإن هذا نوع من التفضل عليه أو الإنعام، فالحقيقة أن كل فرد له دور فى مجتمعه وملزم بعمله، واخترنا المحبة خصوصا لنبتعد عن أى مصطلحات أخرى كالخير أو الثواب وغيرها، فمساعدة الغير من المفترض أن تكون محبة، ومن أجل واقع أفضل، وأهل المحبة هم الشباب المصرى الجميل المتطوع معنا وساهموا بمجهودهم فى البرنامج، أو المعلنين، الذين دعمونا وغيرهم، فأهل المحبة هم أى أشخاص ساهموا ولو بشىء صغير لكى يقلل من معاناة الآخرين. وما الفكرة التى يقوم عليها «أهل المحبة»؟ البرنامج عبارة عن تحويل جذرى لأماكن غير آدمية، حيث نجعلها أفضل للاستخدام مثل بعض المستشفيات أو المدارس التى تعانى من حالة سيئة للغاية، وتحويل لحياة الأشخاص الذين يعيشون فى أكشاك من الصفيح، ومن خلال تجربتى فى هذا البرنامج لم أصدق أبدا أن هناك أناسا يعيشون حياة مماثلة، وكذلك بعض دور الأيتام أو دور المسنين. وأضافت: «دائما فى المكان الذى نزوره ترافقنا فرقة موسيقية تعزف لهؤلاء الناس، وأحب أقولك إن هذا البرنامج أبعد ما يكن عن المتاجرة أو الكآبة أو غيرها من الأمور السوداوية. أما الفقرة الثانية فعبارة عن استضافة نجم معروف بشرط أن يكون متبنى فكرة معينة مثل خالد الصاوى ضد فيروس سى، ومحمد رمضان ضد المخدرات، وبالطبع الأفكار فى هذه الفقرة مقدمة بشكل أكثر تطورا، وبالتأكيد فإن الأمر مفتوح أمام أى نجم لمساعدة هؤلاء الناس بالشكل الذى يرضيه سواء بالتبرعات أو غيره، فى حين أن الفكرة الثالثة عبارة عن اختيار مواطن عادى جدا بشرط أن تكون حياته معبرة عن قصة كفاح، ولولا محاولته تجاه الأفضل لتحول إلى حياة أخرى بائسة واستسلم لليأس والإحباط، ونستعرض حياة هذا الشخص فى فقرة ثم فى نهاية الحلقة نقدم له مفاجأة سارة، وأخيرا تأتى الفقرة الرابعة بتقديم مقتطفات عن أهم الأمور الايجابية التى جرت خلال الأسبوع، مثل ترميم شارع الخليفة، ونزول بعض الشباب لإطعام بعض الكلاب والقطط الضالة.. وغيرها». ولكن كثيرين ربطوا أن «أهل المحبة» ينطوى على نوع من التصالح خصوصا بعد «مصارحة حرة»؟ أنا لم أفعل أى شىء فى «مصارحة حرة» لأتصالح عليه، فأنا لم أكذب على أحد أو أدعى شيئا، فمن البداية أعلنا وبوضوح أن البرنامج ينتمى لنوعية الhard talk ويحتوى على كثير من الجرأة والسخونة، ومن وجهة نظرى فإن الإعلامى خصوصا فى الوقت الحالى عليه أن يصبح كالفنان الناجح الذى يقدر على تغيير جلده وتقديم أدوار مختلفة، حيث إنه أصبح من القدم أن يتخصص الإعلامى فى نوعية واحدة من البرامج، وأنا أؤمن أن أهم شىء يجب توافره فى البرنامج الناجح هو إيمان مقدمه به، ولذلك أقول لك إن أهل المحبة ليس تصالحا بعد مصارحة حرة الذى من الوارد جدا تقديم جزء ثانٍ له فى رمضان المقبل. قلت من قبل إنك ستقدمين الجزء الثانى من «مصارحة حرة» بعد الموسم الأول مباشرة.. فما سبب التأجيل؟ لا أنكر أننا بالفعل كنا سنقدم جزءا ثانيا منه وكنا بالفعل قد عقدنا العزم على البدء فى تصويره وفعلاً تعاقدنا مع قناة النهار على الجزء الثانى حتى إننا وصلنا لمرحلة التحضير، ولكن تم التأجيل بسبب أننى حصلت على عرض آخر من قناة النهار، تلك القناة التى كنت فى مفاوضات معها منذ عام 2013، حيث عرضوا على التعاقد معهم بشكل سنوى، ثم تجددت المفاوضات مرة أخرى، فعرضت عليهم فكرة «أهل المحبة» الذى اعتبره حلم عمرى، وكنت أحلم أن أكون اسمى لأصل لمرحلة أن أقدم هذه الفكرة، ومن هنا بدأ العمل على الفكرة، ثم رأت القناة أن هذا البرنامج أهم فى المرحلة الحالية من «مصارحة حرة»، وبناء عليه ألغينا التعاقد على الجزء الثانى من «مصارحة حرة» ووقعنا عقدا جديدا ل«أهل المحبة». أم أن القناة وجدت أنه من الأفضل عرض «مصارحة حرة» فى رمضان؟ لا على الإطلاق، فلا يمكن فصل برنامج فى قناة ما عن باقى محتوياتها، فهم رأوا أن «أهل المحبة» مناسب أكثر لخريطتهم البرامجية الحالية، ولا أخفى عليك فقد عكفت على التجهيز «أهل المحبة» منذ عامين تقريبا، ولم يكن فى حسبانى أن يخرج للنور فى الوقت الحالى. ولكن لماذا ربط البعض بين ظهور أهل المحبة مباشرة بعد مصارحة حرة والذى اخترت إخفاءه فى الوقت الراهن؟ مصارحة حرة لم يختفِ، حيث يعرض على أكثر من قناة فى ذات الوقت، ودعينى أكن صريحة معك فالمسألة أبسط بكثير من أى تهويل أو ربط بين البرنامجين، فلا توجد علاقة بينهما أبدا. بصراحة.. هل حقق لكى «مصارحة حرة» الانتشار الذى حلمت به؟ بالطبع نعم، فلا أنكر ذلك، فأنا حلمت بالانتشار ليس لأكون مشهورة، ولكن لأن أمنيتى تقديم «أهل المحبة»، ولا أخفى عليك فمنذ الوهلة الأولى لتقديمى برامج مثل «الحكم بعد المزاولة»، كانت كلها مجرد خطوات تمهيدية لأصل إلى النوع الذى أتمنى تقديمه وأسعى وراءه، وصارعت الزمن لأصل لما أتمناه، ولذلك عندما انتقدت بسبب مصارحة حرة وقيل لى «مفيش فنانين هيرضوا يجوا لك بعد كده» فكنت أرد عليهم أن هدفى ليس الفنانين، ولا هذا البرنامج من الأساس، فقد تمنيت تقديم البرامج الإيجابية التفاعلية منذ دراستى فى الجامعة، لأنها مع الأسف موجودة بقلة فى بلدنا وحتى الموجود لا يتم عمله على أفضل وجه، رغم أننا أكثر البلاد التى تحتاج لهذه النوعية. هل أصبحى من القوة لتفرضى رأيك أو أفكارك؟ لا يوجد فرض رأى على الإطلاق، فما يحدث هو اتفاق بين طرفين، وأنا الحمد لله من الناس الذين يعرفون جيدا كيف يصلون لأهدافهم، وسأكون صريحة أكثر فأنا كل مرحلة سابقة فى حياتى لم يكن لى اسم مؤثر أو قوى بما فيه الكفاية ليؤهلنى لعمل أى خطوة من الخطوات السابقة أبدا، ولو نظرت للمسألة من هذا المنطلق لما حققت شيئا. بصراحة.. هل خدمك التوقيت وأقصد بالطبع غياب ريهام سعيد عن النهار؟ مفاوضاتى مع قناة النهار بدأت عقب رمضان 2013، وهذا ما ينفى تماما فكرة أننى بديلة لريهام سعيد بتقديمى «أهل المحبة» الخدمى الإنسانى، وبعدين لماذا يتحدث البعض بهذه النبرة، فمن يستطيع الجزم 100% أن ريهام سعيد لن تعود أبدا إلى شاشة النهار؟، بالإضافة أنه لا توجد أى مقارنة بينى وبين ريهام سعيد سواء فى شخصياتنا أو فى طبيعة البرنامجين من الأساس، وأخيرا مخطئ من يتصور أننى بديلة لريهام سعيد، ومن يقول هذا فهو لا يفهم شيئا على الإطلاق، فكل إعلامى له بصمته الخاصة، ومع الأسف هناك من يحاول أن يسبق الأحداث، ويقوم بمحاولات للتنظير.