«أطالب الدولة بتخصيص قناة أو برنامج أسبوعي تلفيزيونى لعرض الأطفال المفقودين المودوعين دور الرعاية في جميع المحافظات، حتى يتثنى لزويهم التعرف عليهم، في ظل غياب دورالمجلس القومي للطفولة والأمومة والشئون الاجتماعية وغيرها من المؤسسات»، بهذه الكلمات عبر «محمد» الشاب العائد إلى أهله بقرية قاو النواورة فى مركز البداري بمحافظة أسيوط، عن حزنه من ما اعتبره إهمال الدولة بحق الأطفال المفقودين. ووجه «العائد» فى حديثه ل«الشروق»، رسالة إلي الرئيس السيسي حملت طلب بلقاء عاجل، مؤكدا أن هدفه السعى إلى انقاذ حياة الكثير من الشباب مثله ومساعدتهم في توفير فرصة عمل لمواجه ظروف الحياة، مضيفا «يجب علي الدولة النظر لأطفال الشوارع والمفقودين والمختطفين الذين يستغلهم بعض المغرضين في التجارة غير المشروعة ما يحولهم إلي مسجلين خطر وإرهابيين. وبدأ «محمد» يروى قصة معاناة من الغربة داخل مصر والتى استمرت لنحو 22 عاما قضاها داخل دار للأيتام بالمطرية فى القاهرة حتى أنهى تعليمه الجامعي قائلا: نشرت قصتى على الصفحة الرسمية للمفقودين قبل عام بهدف البحث عن أهلى بعد أعوام الفراق، وتواصل معى عدد من الأسر خلال الأشهر الماضية لكن لم يكن بينهم أسرتى. وأضاف «العائد»، كنت صغيرا وأتذكر وقتها وجدت نفسي في محطة مترو المطرية وأخذني الأهالي وقاموا بتربيتي فى مزل أحد الأشخاص لفترة وبعد ذلك قاموا بإيداعي في أحد دور الأيتام، بينما تكفلت سيدة أعمال تدعى عبله السعيد بمصاريفي «هي أمي الثانية» حتى أن أكملت تعليمي الجامعي وللآن. «خرجت من دار الأيتام وكان عمري وقتها 7 سنوات قررت أن أعمل بجانب دراستي و البحث عن أهلي.. وجدت علامات في جسمي لم أكن أعرفها قبلها ومنها «ختم» بين أصابعي وكانت هذه العلامة أملى فى أن يتعرف على أهلى»، يضيف محمد. واستطرد «العائد» قررت «أن أضع صور لي وأنا سني كبير حتى يستطيع أحد أقاربي التعرف على أملا أن يكون هناك شبه بينى وبين أهلى وبالفعل تواصل معي هاتفيا أحد الأشخاص يقيم فى السعودية تبين بعدا أنه خالى، وأعطاني علامات كانت بالفعل في جسدي وأعطاني رقم هاتف والدتي. و«علي الفور تواصلت معها هاتفيا و أعطتنى مواصفات فى جسدى وملابسى التى كنت أرتديها وقت تغيبى وبالطبع لم يعرفها أحد إلا أهلي.. مضيفا أمى قالت لى ان قدمى به علامة «وحمه» لم أكن أعرف مكانها ولكن عندما رأيت المكان الذي حددته لي والدتي وجدت «الوحمه» .. واستطرد محمد «انتابني احساس أن السيدة التي تحدثني هى أمي الحقيقية فانهرت في البكاء وقلت لها أنتي أمي»، مضيفا «أمى طلبت منى عدم التحرك من مكاني حتى أن أتت في الصباح وعندما رأيتها وكان معها والدي الذي جاء من السعودية تأكدت أنهم أهلي». فيما تعهد الشاب العائد بأن تظل عبله السعيد «والدتى الثانية» التي ربتنى أمانة فى رقبتى أصونها وأرعاها ما دمت على قيد الحياة لأنها صاحبة الفضل الأول والأخير في تعليمى ورعايتى. من جانبه قال عبدالله أحمد رحومة والد «محمد» ل«الشروق» ابني تغيب منذ عام 1993 ولم نفقد الأمل في الله وشهادة ميلاده مازالت معي.. مضيفا «خرج محمد من المزل وكان وقتها عمره 4 سنوات ولم يعد وبحثنا عنه كثيرا ولكن لم نجده.. موضحا أجرينا تحاليل «dna» وبعد ساعتين أكدت التحاليل أنه نجلي.