أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الخارجي ، وقال في أول خطاب رسمي له أمام الكونجرس منذ تنصيبه أن الولاياتالمتحدة دشنت عصرا جديدا للدبلوماسية الأمريكية في العالم , كما تحدث في خطابه عن الكثير من القضايا الهامة مثل إصلاح الاقتصاد بأسرع وقت ممكن وإيجاد علاج للسرطان والإسراع في محاكمة "الإرهابيين" المعتقلين. وفيما يتعلق بالدبلوماسية الجديدة ، قال أوباما : "سنظهر للعالم بالأقوال والأفعال أن عصرا جديدا من الحوار قد بدأ". وأضاف : "نعرف أن أمريكا لا تستطيع مواجهة تهديدات هذا القرن بمفردها ، كما أن العالم لا يستطيع مواجهة هذه التهديدات بدون أمريكا". وتابع : "لا يمكننا الابتعاد عن مائدة المفاوضات ، ولا تجاهل أعدائنا ، ولا القوى التي يمكن أن تؤذينا". وحول قضية الشرق الأوسط ، أشار أوباما إلى تعيين جورج ميتشل مبعوثا إلى الشرق الأوسط ، مؤكدا ان إدارته ستسعى إلى التقدم باتجاه سلام آمن ودائم بين إسرائيل وجاراتها. وعن قضية الحرب ضد الإرهاب قال الرئيس الأمريكي : "سنضع استراتيجية جديدة وشاملة مع أصدقائنا وحلفائنا لأفغانستان وباكستان من أجل دحر القاعدة ومكافحة التطرف". وأضاف : "لن اسمح لإرهابيين بالتآمر ضد الشعب الأمريكي من ملاذ بعيد". أما عن الأزمة المالية فقد كان لها نصيب كبير من خطاب أوباما الذي بدا في حديثه أنه يحاول الجمع بين التفاؤل والتشاؤم في آن واحد ، حيث أعرب عن خشيته من أن تدخل الولاياتالمتحدة ركودا لا نهاية له ، ولكنه قال أيضا : "نعيش أوقاتا صعبة , لكني أريد أن يعرف كل الأمريكيين أننا سنعيد البناء , وسنتعافى ، وستخرج الولاياتالمتحدة أقوى مما كانت". ووعد الرئيس الأمريكي بالعمل على أن تستعيد الولاياتالمتحدة مكانتها في جمع أكبر عدد من خريجي الجامعات في العالم بحلول 2020. كما وعد بالاستثمار في التقنيات الجديدة والطاقات المتجددة من أجل بناء اقتصاد جديد , ودعا الكونجرس إلى تقديم تشريعات جديدة للنظام المالي , وقانونا يفرض حصصا في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لكنه أوضح أنه على الدولة تغطية عجزها أولا , وقال إن الموازنة الأولى التي سيقدمها الخميس للعام 2010 ستشطب كل العقود بدون طلبات استدراج التي كلفت مليارات الدولارات في العراق , وستنص على إصلاح موازنة الدفاع. وأكد أوباما أن هذه الموازنة التي تعكس "الواقع كما هو" للأزمة التي ورثها ستقلص البرامج غير المجدية أو غير المطبقة ، موضحا أن حكومته حددت حتى الآن وفرا ممكنا قدره ألفي مليار دولار على مدى عشر سنوات. ودعا أوباما الأمريكيين إلى عدم الخوف على ودائعهم البنوك ، مؤكدا أن النظام المصرفي سيواصل العمل , وقال إنه سيعمل على أن تبقى لدى البنوك مبالغ كافية من المال للإقراض والتشجيع على الاستهلاك. ويعتقد معظم الأمريكيين يأن الخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى سنوات ، لكنهم مستعدون على ما يبدو لإمهال أوباما وقتا. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "إيه.بي.سي" أن 67% من الأمريكيين يؤيدون أداءه. ووعد أوباما أيضا بزيادة عدد الجنود في سلاح البر ومشاة البحرية الأمريكية "المارينز", كما تعهد بإدراج نفقات العمليات الحربية في الميزانية , وزيادة أجور العسكريين , وبمنح المحاربين القدامى عناية وتعويضات أفضل. وبهدف إعادة الثقة الى السياسة الميزانية للحكومة ، وعد الرئيس الأمريكي بإلغاء الممارسات السابقة لإدارة جورج بوش التي كانت تقضي بعدم إدراج كل النفقات المرتبطة بالحربين في العراق وأفغانستان في الموازنة. وقال إن : "مشروع الميزانية الذي سأقدمه سيمتد على عشر سنوات ويشكل نفقات لم تكن تدرج من قبل طبقا لقواعد أصبحت بالية ، وهذا يشمل النفقات الكاملة للمعارك في العراق وأفغانستان". وأضاف : "نحن أمة تحارب منذ سبع سنوات , ولن نخفي ثمن ذلك بعد الآن". تعهد أوباما بالعمل على إيجاد علاج لمرض السرطان ، حيث قال إن : "خطة انعاش الاقتصاد ستطلق جهدا جديدا لدحر مرض يطال كل أمريكي تقريبا عبر البحث عن دواء لشفاء السرطان في عصرنا". وأضاف : "أكبر الوسائل ستقدم للعمل الوقائي لأنه أفضل وسيلة لإبقاء الناس في صحة جيدة والسيطرة على النفقات الصحية".