أعانى بشدة من حالة ولد بها طفلى الأول من التخلف العقلى الناشئ عن خلل فى نشاط الغدة الدرقية، الأمر الذى جعلنى أحجم عن الحمل لسنوات خمس هى عمره. استجبت لرغبة زوجى فى استقبال مولود يأتى بعد خمسة أشهر. أشعر برعب شديد من تكرار تلك التجربة المرة. أنتظم فى الكشف الشهرى لدى طبيب أمراض النساء الذى يطمئننى بأنه سيقوم بكل الاحتياطات ولكن أى احتياطات، وطفلى ظهر تخلفه الشديد بعد شهور قليلة؟ الأم المعذبة أرجو أن تتفائلى خيرا إن شاء الله. رغم أنك لم تذكرى فى رسالتك السبب الرئيسى الذى أدى لنقص نشاط الغدة الدرقية لدى طفلك الأول، إلا أن هذا أى كان من سبب، سيدعو الأطباء للاهتمام بفحص وليدك القادمة بدقة فى ضوء ما حدث من قبل. ترجع أهمية نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال خاصة حديثى الولادة، إلى دورها فى نمو ونضج خلال المخ. عدم التنبيه إلى تفادى هذا النقص فى أداء الغدة الدرقية، يؤدى بالفعل لعواقب وخيمة أهمها التخلف العقلى وتراجع النمو. يعتبر نقص اليود المتاح للغدة الدرقية للجنين، هو أهم الأسباب لتصور عملها، الأمر الذى يمكن أن يلازمه أيضا خلل فى تركيب هرموناتها. تشخيص قصور الغدة الدرقية يعد من الاختبارات السهلة، إذ يتم بتحليل عينة من دم الوليد أو من الحبل السرى وقت الولادة لقياس نسبة الهرمون المسئول عن تنشيط الغدة الدرقية وهرمون الغدة الرباعى. تؤخذ العينة عادة فى اليوم الرابع من الميلاد يتبعها عينة أخرى بعد أسبوعين، وفقا لنتائج التحليل، تعطى للمولود جرعات صغيرة من الهرمون تتناسب مع وزنه. نتائج التدخل المبكر لتعويض نقص نشاط الغدة الدرقية لدى حديثى الولادة نتائج باهرة وتقى الطفل من عواقب خطيرة، فقط اهتمى بتنبيه الأطباء إلى موعد التحليل وضرورته. نرجو أن تطمئنى إن شاء الله على مولود يتمتع بالصحة والعافية.