• «الناتو» وواشنطن يعتبران القصف الروسى السبب فى إفشال مباحثات السلام.. وتركيا تغلق حدودها أمام آلاف السوريين الفارين من «جحيم» حلب بعد أيام من تعثر مفاوضات «جنيف 3» بين الفرقاء السوريين برعاية الأممالمتحدة، تواصلت الاتهامات الدولية لموسكو بشأن إفشال المباحثات بين النظام السورى والمعارضة عبر تصعيد قصفها للفصائل التى تقاتل قوات بشار الأسد. جاء هذا فيما اشارت تقديرات نشرها البنك الدولى إلى أن الكلفة الاقتصادية للحرب فى سوريا وانعكاساتها على دول المنطقة، بلغت نحو 35 مليار دولار. وبحسب البنك، فإن هذه الكلفة تشمل خسائر الاقتصاد السورى وخمس دول مجاورة هى العراق ومصر ولبنان والأردن وتركيا التى تأثرت بدرجات متفاوتة مباشرة من النزاع السورى الذى خلف نحو 260 ألف قتيل فى خمس سنوات. ولا تشمل هذه الكلفة الموارد التى خصصتها الدول المجاورة لسوريا لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الذين تدفقوا خصوصا على لبنان والأردن. وجاءت هذه الأرقام فى تقرير البنك الدولى الفصلى أمس الأول، حول الشرق الأوسط الذى اشار إلى أن دول الجوار تواجه «ضغطا هائلا على الميزانية» فى الوقت الذى تواجه فيها اقتصاداتها اصلا صعوبات، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. فى غضون ذلك، أرجع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج تقويض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسى للنزاع فى سوريا، إلى القصف الروسى فى هذا البلد. وقال ستولتنبرج فى تصريحات أمس، إن حملة الغارات الجوية الروسية فى سوريا «تقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسى» للنزاع فى هذا البلد، متهما موسكو بأنها «تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة». وندد ب«التوتر المتزايد والانتهاكات للمجال الجوى التركى» من قبل الطائرات الروسية. وبالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولى جلسة مشاورات أمس، مع الموفد الدولى الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا، بحسب ما ذكر دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية، اعتبرت الخارجية الأمريكية أن موسكو توجه «رسائل متضاربة» بشان النزاع السورى، حيث تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل دبلوماسى للنزاع، وتواصل من جهة أخرى غاراتها التى «تستهدف مجموعات معارضة ومدنيين». وبعد أشهر من التقارب والتعاون مع روسيا للتوصل إلى مخرج من الأزمة السورية، غيرت الخارجية الأمريكية ووزيرها جون كيرى منذ الأربعاء الماضى بوضوح موقفها واتهمت الجيش الروسى بأنه قوض جهود السلام الهشة. وقال جون كيربى المتحدث باسم كيرى «نحن نشهد بالتأكيد على الأقل فى الآونة الأخيرة، رسائل متضاربة» من روسيا. وتابع كيربى «ما زلنا نرى غارات روسية على مناطق مثل حلب لا تستهدف داعش وكان لها أثر رهيب على المدنيين سواء بقصد أو بدونه». وأعلن دى ميستورا الأربعاء «تعليقا موقتا» للمحادثات غير المباشرة بين وفدى الحكومة والمعارضة السوريين حتى 25 فبراير، مؤكدا أنه «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به». ميدانيا اغلقت الحدود بين تركياوسوريا أمس فى مدينة كيليس التركية (جنوب) حيث احتشد آلاف الاشخاص فى الجانب السورى بحسب أنقرة هربا من الحملة العسكرية التى يشنها النظام السورى، المدعوم بغطاء جوى روسى حول مدينة حلب.