عقد شوقي علام مفتي الجمهورية، جلسة مباحثات مطولة مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بجنيف، وذلك في مستهل مشاركته في منتدى دافوس الدولي في شرق سويسرا. وقال المفتي، خلال اللقاء، إن "مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع المنظمات الدولية والإعلام وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيدلوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه لتعاليم الأديان". وأضاف: "في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمي لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي"، مشيرا إلى أن مصر خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري. ولفت المفتي إلى أن "الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه"، مؤكدا أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانا صاغية. وطالب مفتي الجمهورية بضرورة "التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين"، مشددًا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليا مع الجوهر الحقيقي لرسالة الإسلام والفهم الصحيح لتعاليمه. وتابع: "العالم أحوج ما يكون إلى منتديات تعين على حوارٍ حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات.. الحوار الذي يظل محترما ولا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر، والحوار القائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي، الحوار الذي أبدا لا ينقلب إلى حديث أحادي". من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "المفتي يعد أحد القيادات الدينية الإسلامية المشهود لها عالميا وعربيا وسلاميا، وتتمتع بقبول كبير في الأوساط العلمية والثقافية في العالم أجمع"، مشيرا إلى امتلاك فضيلته لقدرات وإمكانيات كبيرة للتواصل مع العالم، وأنه متابع جيد لكل ما يكتبه المفتي في الإعلام العالمي عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة التطرّف والإرهاب. ووجه الأمين العام دعوة مفتوحة لمفتي الجمهورية لإلقاء محاضرة عامة عن تعاليم الإسلام الصحيحة في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، في إطار سعي المنظمة لفتح قنوات مع القيادات الدينية المرموقة حول العالم. وثمن بان كي مون، الدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في نشر الوعي الصحيح بالدين الإسلامي في الفترة الماضية، ودورها المؤثر والملموس في المجتمع المصري والعالم.