تفتتح وزارة الآثار، السبت المقبل، مشروع ترميم قبة شجر الدر ومشاهد السيدة رقية وقبتي السيدة عاتكة والجعفري، وعدد من المباني الأثرية بمنطقة الخليفة بالسيدة زينب. وصرح ممدوح الدماطي وزير الآثار، أن المشروع يأتي في إطار التعاون بين وزارة الآثار ومبادرة «الأثر لنا» وجمعية الفكر العمراني «مجاورة»، والذي أثمر عن الاتفاق على ترميم عدد من المباني الأثرية بما يضمن حمايتها، وإجراء أعمال الصيانة الدورية لها في محاولة للحفاظ على التراث الإنساني والحضاري. وكشف محمد عبد العزيز معاون الوزير لشؤون الآثار الإسلامية والقبطية عن مصادر تمويل مشاريع الترميم، حيث تم تمويل مشروع ترميم قبة شجر الدر من خلال المنحة التابعة لمركز البحوث الأمريكي ومؤسسة بركات، أما عن مشهد السيدة رقية وقبتي السيدة عاتكة والجعفري فقد تم تمويل ترميمها من خلال صندوق السفير الأمريكي للتنمية الثقافية، تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار متمثلة في الإدارة العامة لمشروع القاهرة التاريخية. وأضاف عبد العزيز، أن أعمال الترميم في هذه المباني الأثرية اشتملت على معالجة الشروخ وإزالة الأملاح الداخلية والخارجية وأعمال الحقن، وأعمال ترميم الجص والأخشاب والرخام وأعمال البلاط الداخلية والخارجية والترميمات المطلوبة للأعمدة الحجرية، كما تم ترميم العناصر الأثرية النادرة بقبة شجر الدر والمتمثلة في المحراب والزخارف الجصية ومعالجة الحوائط، وإعداد الموقع للزيارة، وتوفير الإنارة المناسبة داخل وخارج القبة، وتركيب لوحات إرشادية لتعريف السائحين وأهالي المنطقة بتاريخ الأثر وأهميته. وشرح القيمة التاريخية والأثرية للآثار المرممة، حيث يعود تاريخ قبة شجر الدر إلى العصر الأيوبي 648ه/ 1250م، وترجع أهميته إلى احتوائه على عدد من العناصر الأثرية النادرة مثل المحراب من فسيفساء الزجاج وأفاريز فاطمية ترجع للعصر الفاطمي أعيد استخدامها داخل القبة، وكذلك زخارف جصية متميزة تمثل أفضل ما توصل إيه حرفيو العصر الأيوبي، بينما ينسب مشهد الجعفري إلى محمد بن الإمام جعفر الصادق، أما مشهد السيدة عاتكة فينسب إلى عاتكة عمة الرسول عليه الصلاة والسلام أو عاتكة بنت زيد بن عمرو وهذا الأصوب، فقد تم إنشاء مشهد الجعفري أولا ثم مشهد السيدة عاتكة ولذلك فمن المرجح أن يكون تاريخ مشهد الجعفري سنة 514 ه / 1120م، لأن مشهد السيدة عاتكة يرجع إلى سنة 515 ه / 1121م، وقد شيد المشهدان بغرض الزيارة والتبرك.