اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، الأحد، أن السعودية ستواجه "انتقاما إلهيا" بعد إعدامها رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، وذلك بعد ساعات على مهاجمة متظاهرين مبنى السفارة السعودية في طهران. وقال خامنئي، في خطاب أمام رجال دين في العاصمة أورده موقعه الإلكتروني الرسمي: "مما لا شك فيه أن إراقة دم هذا الشهيد المظلوم من دون وجه حق سيؤثر بسرعة، وأن الانتقام الإلهي سيطال الساسة السعوديين". كانت السعودية أعدمت السبت 47 شخصا مدانين ب"الإرهاب" بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة ورجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، أحد وجوه المعارضة للسلطات في المملكة. وأضاف خامنئي: "هذا العالم المظلوم لم يشجع الناس على الحراك المسلح ولم يتآمر بشكل سري وإنما الشيء الوحيد الذي قام به هو توجيه الانتقاد العلني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النابع من غيرته الدينية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. واعتبر المرشد الإيراني أن "الحكومة السعودية ارتكبت خطأ سياسيا بإراقتها لدم الشيخ نمر من دون وجه حق". ودعا "العالم الإسلامي والعالم برمته إلى أن يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية". وهاجم متظاهرون، مساء السبت، مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، تعبيرا عن غضبهم إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي. وأعلن مسؤول إيراني، الأحد، توقيف 40 متظاهرا بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران. والشيخ نمر النمر (56 عاما) كان أحد أشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية، ومن أبرز شخصيات حركة الاحتجاج في شرق المملكة، حيث تعيش غالبية الأقلية الشيعية في عام 2011. وتشكو هذه المجموعة من التهميش في المملكة. وأثار نبأ إعدامه موجة استنكار واسعة ولا سيما في إيران والعراق. وجاء رد الفعل الأقوى من طهران، حيث أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، السبت، أن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي. وردت الرياض باستدعاء السفير الإيراني لدى المملكة، وتسليمه "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة" حيال التصريحات الإيرانية "العدوانية". كما أبدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "صدمته الشديدة" لإعدام الشيخ نمر باقر النمر، محذرا من تداعيات هذه الخطوة على "الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة". وأعربت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا عن قلقهما من تداعيات عملية الإعدام. وحذرت واشنطن من أن هذه الخطوة "تهدد بتأجيج التوترات الطائفية".