تقدم الفنانة سمية الخشاب شخصية توءم فى مسلسلها «حدف البحر» الأولى دكتورة والثانية راقصة، وتقول سمية مسلسلها: التناقض بين الشخصيتين هو ما جذبنى للموافقة على بطولة المسلسل لأنه أتاح لى مساحة كبيرة جدا لأن أخرج من خلالها إمكاناتى كممثلة حقيقية. فالدور كما يقولون «قماشته واسعة» أستطيع التحرك فيها كما أريد، وعما إذا كان التناقض بين الشخصيتين من الممكن أن يقلل من مصداقية المسلسل قالت إن الطبيعى أن تكون الدراما مختلفة عن الحقيقة لأنها تعتمد بشكل كبير على خيال المؤلف، ولا يجب أن تكون كل الأعمال التى تقدم فى الدراما أو السينما نقلا عن قصص حقيقية. ومسلسل «حدف البحر» ليس فقط هو من قدم هذا التناقض فى تناول شخصية التوءم، ففيلم «بدل فاقد» للفنان أحمد عز قدم فيه شخصيتين الأول نشأ مع راقصة فكان مدمن مخدرات، والثانى نشأ فى بيت ضابط شرطة فخرج هو أيضا ضابط شرطة، وغير هذا الفيلم هناك الكثير من الأمثلة.. الكابتن إبراهيم حسن وهو أشهر توءم فى مصر مع أخيه الكابتن حسام حسن وهما مثال للتوءم الذى لم يفترق طوال الحياة فى الحزن والفرح، وفى الأزمات والانتصارات وفى كل وقت، يقول إن أمثلة التوءم المتماثله التى تم تسليط الضوء عليها سواء فى السينما أم التليفزيون هى شبيهه بما نشاهده فى الأفلام الهندية بمعنى أننا نجد أما تلد طفلين توءمين فيضيع أحدهما أو يسرق وينشأ فى بيئة بها حرامية وبلطجية مثلا والثانى ينشأ معها فى بيت العز ويكون ملكا كبيرا ويحدث بينهما صراعات ويتقابلا فى آخر الفيلم ويعرفا أنهما أخوان قبل أن يقتل أحدهما الآخر. ويضيف: أتصور أن التوءم مثلى أنا وأخى حسام تكون لهما نفس الطباع والتقاليد وكل أمورهما فى الحياه متشابهة، فتجدنا نفعل معا كل شىء ولا يترك أحدنا الآخر، والجميع يعرف عنا هذا وليس نحن المثال الوحيد للتوءم المتماثل فى الشكل وطبيعة الشخصية واختيارات الحياة، فهناك مثال كبير وهما الصحفيان الكبيران مصطفى وعلى أمين واللذان يعدان من أعلام الصحافة المصرية وأسسا معا إحدى أكبر الصحف فى مصر جريدة «أخبار اليوم»، كما أن هناك توءما فى منتخب هولندا، وأعتقد أن على صناع الدراما أن يستعينوا بتوائم حقيقية ليعرفوا منهما مدى التشابه والتوافق والتناسق بينهما لكى ينقلا هذا فى العمل الذى يقدموه ولا يكون فقط من خيال الكاتب. وأشار إبراهيم أنه فى كل شىء يشبه أخاه حسام ليس فى الشكل فقط ولكن فى الطباع والميول الشخصية ويقول: حتى فى الاختيارات والمقتنيات أفكارنا واحدة، وهذا حال التوائم المتماثلة عادة.. ويقول رشاد عبداللطيف أستاذ علم الاجتماع: من الطبيعى أن تلجأ الدراما الى الخيال فى بناء شخصية التوءم وتجعل بينهما فروقات كثيرة سواء فى طبيعتهما أو ميولهما لكى تشوق المشاهدين، وإلا ما الفائده من تقديم شخصيتين متشابهتين فى عمل واحد يكرران كل شىء. وأضاف: حتى فى الحقيقه ليس شرطا أن يكون التوءم المتماثل يشبهان بعضهما فى كل أمور حياتهما، فطبيعى جدا أن يكون الاثنان مختلفين فى أشياء كثيرة جدا لكن ليس للدرجة التى تقدمها الأفلام والمسلسلات، كأن يكون أحدهما حرامى والثانى ضابط فهذا أسلوب دراما وليس أسلوب حياة. فأنا مثلا لى أخ توءم وهو ضابط فى الجيش وأنا أستاذ جامعى وحياتنا مختلفة فهو يتميز بالشدة والحزم والسيطرة والقوة وأنا على عكس هذه الأمور تقريبا، فليس شرط أن يكون الشخصان متطابقين فى كل شىء، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أنواعا من التوائم المتماثلة من إذا شعر أحدهم بألم يشعر الآخر بنفس الألم.