• «خذ السلاح وغنى» شعار أمريكا الجديد فى فيلم الافتتاح «روك القصبة» تواصل فعاليات مهرجان الفيلم الدولى بمراكش اشتباكها مع قضايا، اجتماعية وفنية متعددة سواء من خلال عروض أفلام تكشف عورات سياسية ووقائع مجتمعية، أو لقاءات لقاء حوارية بين شيوخ السينما وشبابها حول واقع ومستقبل السينما، وهل يمكنها أن تغير العالم، وتكسو ملامحة بالخير بدلا من وجه تسيده الشر والعنف والدمار وهناك رغبة حقيقية للانسلاخ من الافكار النمطية. جاء فيلم افتتاح المهرجان المثير «روك القصبة» ليجيب على سؤال آخر حائر ظلت كثير من الشعوب تتداوله، وربما تعرف إجابته، ولكن دون يقين كامل، وهو: هل أمريكا بالفعل تمارس لعبة مزدوجة تجاه سياستها بالمنطقة، وأنها كانت وراء استمرار توتر بين العديد من عشائر وقبائل ومذاهب شعوب العديد من الدول، حيث تنادى بالسلام والمحبة وحقوق الانسان، وفى الوقت نفسه تشعل الأجواء لتتناحر القبائل وعشائر الشعب الواحد ببيع الأسلحة.. بالقطع الاجابة «نعم»، فقد كشف الفيلم ذلك، وبشكل مباشر. «روك القصبة»، الذى اخرجه بارى ليفنسون ووقام ببطولته بيل مورى الذى يكرمه المهرجان فى دورته الحالية، ويتقاسم معه البطولة بروس ويليس، كيت هدسون، زوى ديشانيل، ليم لوباين، أريان مؤيد، سكوت كان، يحكى قصة «رتشى لانز» مدير فرق الروك، الذى يعيش فى كاليفورنيا ويحلم بصناعة النجوم، وقد صنع من قبل مادونا وغيرها، يذهب بصحبة احدى المطربات لإحياء حفلين غنائيين فى افغانستان، وهناك يصطدم بواقع أليم، حيث حرب الشوارع الطائفية، وسماع دوى انفجارات فى كل مكان بعد محاولة اغتيال الرئيس، وسيدات يلبسن الخمار فى كل مكان، ورجال بلحى متجهمى الوجوه، ولم تستطع المطربة الانتظار، لشعورها بأنها تذهب إلى جهنم، بحسب حوارها، وتهرب بأموال وجواز سفر ريتشى، ليواجه مصيرا صعبا بمفرده فى مدينة كابول التى مزقتها الحرب، وهناك يلتقى بفتاة من البشتون تدعى سليمة خان ذات صوت ملائكى، سمعها تغنى فى الخفاء بمغارة، وأعجب بصوتها للغاية وقرر أن يتبنى موهبتها وحلم معها، بأن تصبح أول امرأة تنافس فى برنامج غنائى بالتليفزيون الأفغانى، حيث اعتبرها اعظم اكتشافات حياته. ورغم أن ريتشى، كان محاطا بأناس غير أسوياء منهم عاهرة، واثنين من الانتهازيين وأحد المرتزقة، فقد تجاهل الأحكام المسبقة والخطر الذى تمثله هذه المبادرة، وبذل قصارى جهده لتنجح سلمى وتصبح «النجمة الجديدة» بأفغانستان، وخلال الرحلة فى قلب كابول نرى كيف كشف السيناريو الذكى بيع أمريكا للسلاح عبر المرتزقة ليقتل افراد الطوائف بعضهما البعض، وكيف ان صانع النجوم الامريكى يحاول اقناع اهل «سليمة» بأن يدعوها تغنى، وانه ليس حراما ان تفعل ذلك، وخاض المخاطر من اجل ذلك، بل وكاد ان يقتل أكثر من مرة، وقد استغله المرتزقة فى توصيل صفقة سلاح. بل ويمكننا أن نقول إن الأمر بدا وكأنه يحمل منطق «خذ السلاح وغنى»، والمهم فى النهاية تشترك سليمة بالفعل فى برنامج اكتشاف المواهب «أفغان ستار»، وهو النسخة المحلية هناك من البرنامج الشهير لاكتشاف النجوم «أمريكان أيدول»، بعد ان كاد ريتشى ان يستسلم ويعود لدياره، لكنها قالت له فى مشهد رائع جمل الرومى «حين ترى بابا عليك باقتحامه» وتحصل على أعلى نسبة تصويت، وتبرز الكاميرا ازدواجية المشاعر بين افراد الشعب الواحد ما بين رافض للغناء، وما بين سعيد به. هذا ما شاهدناه على الشاشة، وربما لا ينفصل أيضا عما شاهدناه خارجها، حيث قام النجم الامريكى بيل موراى، وهو يسير على السجادة الحمراء، بمصافحة سيدات وفتيات محجبات، وكذلك أطفال صغار، اختارهم عن قصد من بين الجماهير الغفيرة التى جاءت لتشاهد النجوم. مؤلف الفيلم ميتش جليزر، الذى وصفه موراى بأنه كاتب ليس معتادا على الكذب، قال حلمنا بتحقيق الفيلم فى المغرب، وأن هذا الفيلم هو رسالة حب ومودة وتسامح بين الشعوب، فقد لاحظنا كيف أحب فى النهاية الأب ابنته وتركها تغنى، كيف أحب الجميع الموسيقى نتمنى أن ترقصوا جميعا على العمل! جدير بالذكر أن بارى ليفنسون، مخرج الفيلم، حصل على العديد من الجوائز والترشيحات العالمية، وكان أهمها أوسكار أحسن مخرج، وذلك عن فيلمه الشهير «رجل المطر» (1988)، بطولة داستن هوفمان وتوم كروز. ويستمر المهرجان الدولى للفيلم فى مراكش حتى 12 من شهر ديسمبر الحالى، ويتنافس على جوائز المهرجان فى المسابقة الرسمية 15 فيلما دوليا. وتكرم هذه الدورة من المهرجان السينما الكندية، ويحضرها 25 شخصية كندية، تضم ممثلين ومخرجين ومنتجين، وكرم المهرجان النجمة الهندية مادهورى ديكست والتى استقبلها جمهور غفير من حضور المهرجان لتحيتها. وتضم قائمة الأفلام المتنافسة على جوائز الدورة 15 للمهرجان الدولى للفيلم بمراكش، الفيلم اليابانى «ذكريات عالقة» لمخرجه كييكو تسويروكا، والفيلم البرازيلى «ثورالنيون كابرييل ماسكارو»، إنتاج مشترك بين الأوروجواى وهولاندا، والفيلم الإيرانى «فردوس» لمخرجه سينا أتيان دينا، مشترك مع ألمانيا، وفيلم «المتمردة» لمخرجه جواد غالب، إنتاج مشترك بلجيكى مغربى، والفيلم الكورى الجنوبي«زهرة الفولاذ»، لمخرجه بارك سوك يونج، وفيلم «تيتى»، لمخرجه رام ريدى، إنتاج مشترك بين الهند والولايات المتحدة، والفيلم الكازاخستانى «الحاجز»، لمخرجه زاسولان بوشانوف، والفيلم اللبنانى «كتير كبير»، لمخرجه ميرجان بوشعيا، إنتاج مشترك مع قطر، والفيلم الإسلندى «الجبل البكر»، لمخرجه داكور كارى، والفيلم الدنماركى «مفتاح بيت المرآة»، لمخرجه مايكل نوير، وفيلم «كيبر» لمخرجه كيوم سينيز، إنتاج مشترك بين بلجيكا وسويسرا وفرنسا، والفيلم المكسيكى المشترك مع فرنسا «الصحراء»، لمخرجه خوناس كارون، والفيلم الأمريكى «سيارة الشرطة»، لمخرجه جون واتس، والفيلم الكندى «خزانة الوحش» لمخرجه ستيفن دان، والفيلم الألمانى «باباى» لمخرجه فيزار مورينا، إنتاج مشترك بين كوسوفو ومقدونيا وفرنسا.