استقبلت مقرات اللجان الانتخابية في دائرة الوايلي والظاهر الناخبين في التاسعة صباح اليوم، في اليوم الثاني للتصويت في المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية 2015. حالة الهدوء التي شهدتها اللجان نتيجة الضعف النسبي لإقبال الناخبين على التصويت، والاستعدادات الأمنية المشتركة بين قوات الجيش والشرطة على تأمين اللجان ومحيطها والشوارع المحيطة بها، لم تعكس الليلة العصيبة التي شهدتها الدائرة مساء أمس مع إغلاق باب التصويت في اليوم الأول للانتخابات. واشتعلت الدائرة وتبادلت حملات المرشحين الاتهامات بتوجيه الناخبين والدعاية أمام اللجان، ودفع الرشاوى الانتخابية للناخبين، وانتشرت العديد من المقاطع الصوتية تشير إلى توسط عدد ممن تزعم التسجيلات انتسابهم لحملات بعض المرشحين لدى الناخبين لشراء أصواتهم بمقابل مادي، وهي تسجيلات لم يتسن ل"الشروق" التأكد من صحتها أو التأكد من تبعية الأشخاص المذكورة أسماءهم إلى الحملات الرسمية لأي من المرشحين. كما انتشرت "الدعاية السوداء" والطائفية ضد أحد المرشحين والذي كان عضوا في برلمان 2011 قبل حله، واتهمته منشورات اطلعت عليها "الشروق" باللعب على الوتر الطائفي والانتماء ل"الكنيسة" وتلقي الدعم من شخصيات قبطية ذات ثقل مادي كبير، على الرغم من ترشحه كمستقل في الدائرة التي يوجد بها مقر الكنيسة الأرثوذوكسية، كما انتشرت صور لأحد المرشحين الحزبيين، يظهر فيها إلى جانب جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك. ونشبت مشادة كلامية حادة بين أنصار المرشح هشام السيد، مرشح حزب مصر الفتاة، ومجدي إبراهيم، تبادل خلالها الطرفان الاتهامات بتوجيه الناخبين وشراء الأصوات ومخالفة "الصمت الانتخابي" وذلك أمام مقر لجنتي مدرستي "الشيماء والحسينية". إلى ذلك استمرت ظاهرة المخالفات الانتخابية في محيط اللجان، حيث يشرف بعض مندوبي المرشحين على توزيع حقائب هدايا عينية للناخبين من أجل التصويت لمرشحهم، كما ارتفع سعر الصوت الواحد في الدائرة ليصل إلى 150 جنيه في الظاهر، و300 جنيه في الوايلي، بدون سبب لتفسير تباين سعر الصوت الواحد في الدائرة التي تضم المنطقتين معا، مع توقعات بارتفاع الصوت قبل انتهاء التصويت ووصوله إلى 500 جنيه للصوت الواحد، في حين تقوم "ميكروباصات" تابعة لحملات المرشحين بنقل الناخبين إلى مقرات لجان تصويتهم، بشكل جماعي. واستمر إقبال كبار السن على الانتخابات بالتوازي مع حضور واضح للسيدات في الانتخابات، في حين يغيب الشباب في معظمهم عن المشهد الانتخابي. كان شهود عيان ذكروا ل"الشروق" أن سيارات مجهزة بمعدات صوتية طافت مساء أمس مناطق الظاهر والوايلي من أجل حث الناخبين على التصويت والمشاركة في الانتخابات. إلى هذا، أدلى البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذوكسية بصوته في المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية صباح اليوم في الساعة 10.30 صباحا، وذلك بمقر لجنته الانتخابية في مدرسة السرايات بالوايلي. وشهد محيط اللجنة تواجدا أمنيا مكثفا من قبل قوات الأمن والشرطة، الذين حرص البابا على مصافحتهم أثناء مروره وصولا إلى صندوق التصويت. ويتنافس 24 مرشحا في الدائرة على حصد مقعد واحد فردي، بينهم عشرين مرشحا مستقلا، و4 منتمين لأحزاب هم؛ هشام السيد محمود مرشح حزب مصر الفتاة، ووليد الموريجي مرشح المصريين الأحرار، وطه السيد حنفي مرشح الحركة الوطنية، ومجدي محمود إبراهيم مرشح مستقبل وطن، والباقي المرشحين مستقلين، بينهم سيدتان هم؛ عبير سليمان، ويسريه عبدالسميع. ويبلغ عدد أصوات الدائرة 172 ألف صوت، منقسمين بين الوايلي، التي يبلغ عدد أصوات ناخبيها 87 ألف صوت، والظاهر 85 ألف صوت انتخابي، وهو ما يعنى أن أصوات الدائرة شبه مقسمة بالتساوي بين المنطقتين، وينتمي 7 مرشحين إلى الظاهر و6 إلى الوايلي، وهو ما يصعب من قدرة أي من المرشحين على حسم المقعد من الجولة الأولى وصعوبة الحصول على «نصف أصوات الدائرة زائد واحد».