• السلطات الفرنسية تتعرف على انتحارى عبر بصمات إصبع مبتور.. وتعثر على سيارة وأسلحة كلاشينكوف قرب مطعم تعرض للهجوم • مانويل فالس يتعهد بتدمير «داعش».. وروسيا: الهجمات ربما تغير أولويات أمريكا وحلف الأطلسى واصلت السلطات الفرنسية، أمس، تحقيقاتها فى الهجمات الإرهابية الأكثر دموية فى تاريخ البلاد، التى تبناها تنظيم «داعش»، واودت بحياة 129 قتيلا على الأقل وأكثر من 350 جريحا، حيث كشف المدعى العام الفرنسى، فرنسوا مولان، هوية انتحارى فرنسى كان من بين منفذى الهجمات، فى وقت امتد فيه نطاق التحقيقات لعواصم أوروبية أخرى. وأفصح مولان، عن هوية أحد الانتحاريين الذين هاجموا مسرح «باتاكلان» الباريسى، مشيرا إلى أنه مواطن فرنسى يدعى عمر إسماعيل مصطفائى «29 عاما»، مولود بإحدى ضواحى باريس، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مصدر قضائى قريب من التحقيقات، إن «السلطات وضعت قيد التوقيف الاحترازى 6 من أقارب مصطفائى على رأسهم والده وشقيقه وزوجته»، مضيفا أن «المحققين فتشوا منزلين، أحدهما فى (روميى سور سين) يملكه والده، بينما الثانى فى منطقة بوندوفل فى باريس يملكه شقيقه، فضلا عن عمليات دهم وتوقيفات أخرى فى المنطقتين شملت أقاربه». وأفاد مصدر بالشرطة بالعثور على سيارة سوداء اللون من ماركة «سيات» استخدمت أثناء إطلاق النار فى حانة ومطعم فى مدينة مونتروى بالضاحية الشرقيةلباريس، وأكد مصدر قضائى لاحقا ضبط بنادق كلاشنيكوف فى السيارة. وحضر شقيق مصطفائى «34 عاما» بنفسه إلى مركز الشرطة فى كريتوى، مساء أمس الأول، بعد أن أُبلغ بأن شقيقه الأصغر ضالع فى احتجاز الرهائن فى باتاكلان، حيث تم التعرف على هويته من بصمات إصبع مبتور عثر عليه فى المكان. وأوضح المدعى العام الفرنسى، أن هذا الانتحارى الذى أدين مرات عدة بجنح متعلقة بالحق العام فى «كوركورون» بالضاحية الباريسية، وله سجل عدلى لتطرفه الإسلامى منذ 2010، لكنه «لم يتورط مطلقا فى أى ملف متعلق بشبكة أو تنظيم إرهابى»، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أنه من أصول جزائرية، وفقا لموقع «العربية.نت» الإخبارى. وكان مصطفائى يتردد باستمرار على مسجد لوسيه قرب شارتر «وسط»، ويسعى المحققون إلى إثبات أنه أقام فعلا فى سوريا فى 2014، وفقا لمصادر بالشرطة. إلى ذلك، أعلنت الشرطة اليونانية، أمس، أن جواز السفر السورى الذى عثر عليه المحققون قرب جثة أحد انتحاريى استاد فرنسا الدولى غداة الهجمات يعود إلى مهاجر مسجل فى اليونان، وأكدت وزارة الداخلية الصربية، أن صاحب الجواز دخل أراضيها الشهر الماضى حيث سعى للجوء. وفضلا عن الخيط السورى، كشف التحقيق عن أثر بلجيكى، حيث أوقفت السلطات البلجيكية 3 أشخاص، أحدهم الرجل الذى استأجر سيارة البولو السوداء التى استخدمها الانتحاريون ووجدت مركونة أمام مسرح باتاكلان. وهؤلاء المشتبه بهم الثلاثة «غير معروفين من أجهزة المخابرات الفرنسية»، حسبما أوضح المدعى العام الفرنسى. ويسعى المحققون حاليا لمعرفة ما إذا كان بعض المهاجمين تمكنوا من الاختفاء وإن كانت هناك عمليات أخرى قيد التحضير. وكان مولان أوضح أن ثلاث فرق شاركت على ما يبدو فى الهجمات، وقتل 7 انتحاريين جراء تفجير أحزمتهم الناسفة، لكن يمكن أن يكون أشخاص آخرون شاركوا فى الهجمات. بدوره، توعد رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، بأن بلاده «ستضرب» تنظيم «داعش» الذى تبنى الاعتداءات بهدف «تدميره»، وأكد وزير الدفاع الفرنسى، جان إيف لودريان، أن باريس «ستستهدف مجمل قدرات داعش»، ردا على سؤال عن أهداف الجيش الفرنسى. وينتظر تعبئة 10 آلاف جندى بحلول مساء الثلاثاء المقبل على الأراضى الفرنسية وبخاصة باريس، وذلك فى أعلى مستوى فى إطار عملية «سانتينيل» التى تقررت بعد اعتداءات «شارلى إبدو» فى يناير الماضى لحماية المواقع الحساسة مثل الكنائس والمساجد والأماكن العامة. خارجيا، توالت برقيات التضامن والدعم من العالم أجمع، ودعا وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون أوروبا إلى التصويت على سن قوانين «تسمح بمحاربة الإرهاب بفعالية اكبر»، معتبرا أن كفة «الميزان» تميل كثيرا «لصالح حقوق الإنسان» على حساب الأمن. وقال سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى، إن «الهجمات قد تغير الأولويات فى الولاياتالمتحدة وعواصم باقى دول حلف شمال الأطلسى»، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وحول تداعيات الهجمات على أزمة اللاجئين فى أوروبا، دعا رئيس جهاز المخابرات الألمانى، هانز جورج ماسين إلى تطبيق «إجراءات منظمة» فيما يتعلق بالدخول اليومى لآلاف اللاجئين إلى ألمانيا، محذرا من أن «المتطرفين قد يستغلون وضع الهجرة الذى يتسم بالفوضى أحيانا».