«مدد يا شيخ العرب.. صلوا على رسول الله»، كلمات تسمعها كل آذان مدينة طنطا، فى هذه الأيام التى تشهد زحاما غير مسبوق، قبل أيام من الليلة الكبيرة لمولد العارف بالله السيد أحمد البدوى، الذى يعتبر مولد الغرائب والمتناقضات، والمقام هذا العام وسط إجراءات أمنية شديدة، واستعانة قوات الأمن بكل ما هو ممكن للحد من الأعمال التخريبية، بداية من إغلاق الشوارع المؤدية لساحة المسجد، ومرورا بزرع كاميرات المراقبة، وانتهاء باستخدام الكلاب البوليسية المدربة. توافد زوار البدوى بالمئات لنصب الخيام فى محيط المكان، لتنتشر عادات وملابس غريبة، وشعور بأن بعضهم لم يمسه الماء منذ سنوات. المآذن تزينت، والقبة غطتها الأنوار الملونة من كل جانب، وعلى باب المسجد زحام واختلاط بين الرجال والنساء وحاملات الأطفال ذوى الإعاقات، الجميع يلتمس البركة. فى ساحة المسجد، التى تم تطويرها، اتخذت الأسر أماكنها، لتعيش حياة كاملة حتى الخلود للنوم فى سكينة غريبة وسط الضجيج. المريدون يلتفون حول أحد الدراويش لأخذ البركة، وأحدهم يقرأ ما بداخل الناس فى مقابل النفحات، وبعضها بالعملة الصعبة. الحكايات حول كرامات البدوى لا تنتهى: «يقولون إن ابن دقيق العيد، شيخ الإسلام، أراد اختبار البدوى، فأرسل له أحد تلامذته لاختباره وهو يخبئ كتابا، قال له البدوى أخرج ما معك من كتاب واسأل ما شئت فتعجب الرجل، وبعد ما رد على أسئلته قال للرجل: إذهب لشيخك وقل له إن لديك خطأين فى مصحفك أحدهما فى سورة يس والآخر فى سورة طه». لا ينسى الزائر الاتجاه لمقامات وأضرحة أخرى داخل المسجد، فى غرفتين مجاورتين لغرفة قبر البدوى، الغرفة الأولى تضم قبر سيدى عبدالعال الأنصارى، الخليفة الأول للبدوى، وقبرا آخر يضم جسدى سيدى نور الدين وسيدى عبدالرحمن، نجلى سيدى عبدالعال، وقبرا ثالث يضم جسد سيدى أحمد محمد حجاب الذى توفى عام 1978م، والذى يقال إنه بشر الرئيس المصرى أنور السادات بالانتصار على إسرائيل، وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن فى المسجد البدوى بجوار مقام السيد أحمد البدوى وهو ما نفذه السادات، بينما الغرفة الثانية يقع فيها قبر سيدى مجاهد الخليفة الثانى للبدوى.