• انتخابات الشعب بعد الثورة الأعلى.. والحالية الأقل • نافعة: غياب «ممثلين حقيقيين» عن الشعب أدى للعزوف • ربيع : إتساع الدوائر وعزوف الشباب السبب • حسن : موقف من النظام السياسي ككل تباينت استجابات المصريين على العديد من الاستحقاقات التي تطلبت التصويت والانتخاب والاختيار الحر في 8 مناسبات انتخابية منذ اندلاع ثورة يناير، فبداية من استفتاء مارس 2011 مرورا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصولا لفعاليات الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق "الانتخابات النيابية التي تجري وقائعها حاليا. حازت انتخابات مجلس الشعب 2011- 2012 على "أعلى نسبة مشاركة في تاريخ مصر"، كما وصفتها اللجنة العليا للانتخابات، بإجمالي المشاركة في مراحل الانتخابات الثلاث بنحو 60% من إجمالي عدد المواطنين، لتنخفض مرة أخرى في الاستفتاء على دستور 2014 بنسبة 38.6%، في حين أن نسبة المشاركة بانتخابات الرئاسة الأخيرة بلغت 47.45%، وكان 41.19% من المواطنين قد ذهبوا للاستفتاء على تعديلات مارس 2011، وذهب إلى انتخابات مجلس الشورى الإخواني 12.9%. وثارت تكهنات وتوقعات لخبراء ومراقبون أن نسبة المصوتين في الانتخابات البرلمانية الحالية، لن تتجاوز ال 10 %، فكان لمنحنيات الصعود والهبوط ما يفسره، وكان للتراوح في نسب التصويت ما يعود إليه، فأستاذ العلوم السياسية حسن نافعة قال إن "غياب خريطة سياسية" حقيقية ومعبرة عن قوى الشعب، أدى لغياب الناخبين بالتبعية، قائلا "للشروق" إن حالة من الإحباط الجمعي والإحساس العام بأن نوعية المرشحين غير قادرة على تلبية احتياجات الناس، وأنهم تفرغوا لمداهنة السلطة، أمور ساهمت جميعها في إخراج المشهد الانتخابي الحالي. وتابع نافعة أن ما يجري "كارت أصفر" من جموع الشعب وليس الشباب وحدهم هذه المرة، بأن هناك حالة "غليان مكتوم"، وعلى صناع القرار وعلى رأسهم رئيس الجمهورية أن يراجعوا سياساتهم ويعيدوا النظر فيما ينتهجونه من طرق في التعامل مع المشكلات اليومية للمواطنين، وقضاياهم بشكل عام، فسوف تكون هناك أزمة إن لم تجيد تلك الدوائر الرسمية قراءة الرسالة الموجهة من الشعب. واختتم نافعة حديثه بتوقعه أن يكون البرلمان المقبل "عمره قصير"، ففي حال أنه جاء بنسبة 10% فستكون شرعيته منقوصة، ولن يكون من المستساغ أن تكون السلطة التشريعية الأولى في البلاد انتخبتها نسبة ضئيلة للغاية من جموع الشعب المصري. وأرجع الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، انخفاض نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلى "اتساع الدوائر الانتخابية" عن ذي قبل، بالاضافة إلى تعدد المراحل التي تمت فيها العملية وإجراء الكشف الطبي على المرشحين أكثر من مرة، بالإضافة لطبيعة الاختيارات أمام المصوتين مما عرضهم للإحباط. وأشار ربيع إلى أن الكتلة المؤثرة التي عزفت عن انتخابات مجلس النواب المصري هي "الشباب"، وأنّ نسبة المشاركة في انتخابات البرلمان المُقبل ستكون أقل كثيرا من انتخابات مجلس الشعب السابق التي وصلت المشاركة فيها إلى 60%، قائلا إن الأحزاب كان يجب عليها أن تضغط من أجل قوانين الانتخابات، وتعديلها بما يسمح بمشاركة فعالة وقدرة علي التواصل مع الناخبين. عمار علي حسن، الباحث في العلوم السياسية، أشار خلال تصريحات تليفزيونية له إلى أن عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية لا يرتبط بالمرشحين فقط، ولكن بالنظام السياسي الحالي بكل أركانه. وقال حسن لبرنامج "البيت بيتك": "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دخل طرفًا في العملية الانتخابية، بدعوته للشباب والنساء وكل فئات المجتمع للمشاركة في الانتخابات، وإشارته لأهميتها باعتبارها المرحلة الثالثة لخارطة المستقبل"، وأن الرئيس كان لديه إحساس بأن حجم الإقبال لن يكون كبيرًا، وكل استطلاعات الرأي العام أشارت لذلك قبل بدء الانتخابات. وحذّر حسن، الدولة من خطورة ما وصفه بانصراف المواطنين عن العملية السياسية الشرعية، قائلًا: لو كفر الشعب بالتغيير من خلال الانتخابات وغيرها من الطرق الشرعية سيلجأ إلى التغيير بأدوات أخرى، مثلما حدث بعد انتخابات مجلس الشعب 2010، التي كانت سببًا في إطلاق شرارة الغضب ضد نظام مبارك.