تحت شعار «يجب أن نبدأ الآن»، شاركت الجمعية الطبية المصرية لأبحاث السمنة، فى فاعليات يوم السمنة العالمى الذى تتبناه منظمة الصحة العالمية بصورة فاعلة حديثة. عقدت الجمعية فى 11 أكتوبر، مؤتمرا علميا يخاطب الإنسان والمجتمع المصرى، هدفه التعريف بخطورة البدانة وأهمية الحفاظ على وزن صحى، الأمر الذى يعود بفوائد جمة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. فى تقليد مختلف رغم علمية الحديث، إلا أنه كان موجها فى رسائل قصيرة مركزة تحت عناوين مختلفة للإنسان العادى فى الشارع المصرى: الرجل، المرأة، الأم والأطفال فى مراحل عمرية مختلفة منها المراهقة والكهولة بدء بالطفولة. أما أهم رسالة فقد كانت تلك التى تؤكد أن تغيير نمط الحياة إلى سلوك يجمع بين الطعام الصحى والنشاط البدنى وتفادى التوتر أفضل من كل الحميات الغذائية المعروفة. فى دراسة مصرية أجراها «معهد تكنولوجيا الأغذية» حول السمنة والتوازن الغذائى، جاءت النتائج مؤكدة أن البدانة فى مصر قد انتشرت لتصل إلى نسبة 36٪ فى السيدات و32٪ فى الأطفال عند دراسة الأحوال الصحية فى عشرين محافظة لمائة وعشرين ألف أسرة مصرية، تعيش موزعة فيها. الأمر المثير للدهشة أن البدانة المصرية فيما يبدو تتضح بصورة أعلى كثيرا فى سيداتها 36٪، بينما تنحصر فى 11.7٪ من رجالها. أما ما يدعو للتأمل وضرورة إعادة النظر، فهو أن نفس الدراسة تؤكد أن نسبة بدانة السيدات تزيد فى المناطق الحضرية، لتصل إلى 48.6٪، بينما تنخفض فى الريف لتصل إلى 29.4٪. كما أنها تصل إلى 51.5٪ فى الوجه البحرى، بينما تنخفض إلى 22.5٪ بالوجه القبلى. الأمر إذن بحاجة إلى مزيد من الدراسات المتخصصة للوصول إلى تشخيص دقيق لمشكلة البدانة المصرية، يتيح التدخل لمحاولة حلها والعودة بها إلى حدود معقولة، تساهم فى الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان المصرى. الأستاذ الدكتور محمد أبوالغيط: السمنة وباء القرن الواحد والعشرين أوضح سكرتير عام الجمعية الطبية المصرية لأبحاث السمنة، أن البدانة وزيادة الوزن لا تقف عند حدود تناول كميات أكبر من الطعام، إنما هى نتاج عادات غذائية سيئة وتدنى مستويات النشاط البدنى إلى جانب عوامل أخرى كثيرا، تبدأ بالعوامل الوراثية والتأثيرات النفسية والبيئية والاجتماعية، إلى جانب تأثيرات مختلفة للأدوية. أما عن الطريق لمواجهة التحدى الأكبر فى مشكلة البدانة، فيراه العمل المشترك مع الحكومات وصانعى القرار والجامعات والمعاهد العليا المتخصصة، إلى جانب الناشطين والداعمين فى مجال التوعية بأخطار البدانة. البدانة مرض مزمن يجب تشخيصه بدقة حتى يمكن علاجه بطريقة علمية، تضمن علاجه بصورة تحفظ للإنسان وزنا صحيا، يضمن سلامة النفس والجسد معا. هل يجدى انخفاض الوزن المتواضع؟ أجاب الأستاذ الدكتور عمر مطر، رئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية ونائب رئيس الجمعية المصرية، على السؤال بصورة مشجعة، تدعو الجميع لإعادة النظر فى ضرورة البدء فى إعادة النظر والتخلص من الأوزان الزائدة، ولو أقل القليل منها. أشار الدكتور مطر، إلى أن الوصول إلى الوزن الصحى الذى يحتفظ بمؤشر كتلة الجسم ما بين 18 25، هو الأفضل والأكثر ملائمة لسلامة الإنسان وكمال صحته. أما الوزن المثالى الذى درجنا على اعتباره حاصل طرح 100 105 من مقياس طول الإنسان فلا حاجة لنا بالالتزام به. أما عن المقصود بانخفاض الوزن المتواضع، فقد أشار الدكتور مطر، إلى أنه ما لا يتجاوز 3٪ من إجمالى وزن الإنسان بشرط الحفاظ على الوزن لمدة عام كامل. تلك النسبة المتواضعة ترفع عن الجسم عبئا يبدو واضحا فى فوائد صحية عديدة: انخفاض نسبة الدهون الثلاثية. الوقاية من الإصابة بمرض السكر. تحكم أفضل فى مستوى السكر فى الدم للمصابة به فعلا. انخفاض فى مستوى ارتفاع ضغط الدم لدى المصابون بارتفاعه. العلاج الوحيد لانقطاع التنفس أثناء النوم هو نقصان الوزن. أثر جيد على التفاعلات الالتهابية المختلفة فى الجسم. إذن فالأمر يبدو مبشرا بالوقاية من أمراض خطيرة، منها أمراض شرايين القلب التاجية وشرايين المخ، إلى جانب تفادى مضاعفات مرض السكر التى تطال كل أعضاء الجسم ومتاعب ارتفاع ضغط الدم فى الشرايين. متى يعد الطفل بدينا؟ ولما تجب متابعة وزنه؟ درجنا على اعتبار الطفل الملىء جميلا، لكن الأمر تراه الأستاذة الدكتورة سحر خيرى استشارى سمنة الأطفال مختلفا. الطفل الذى يفوق أقرانه فى الوزن قد يتعرض لأقدار مختلفة وفقا للمراحل العمرية فى مستقبل أيامه. من أهم العواقب الصحية للبدانة احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية ومرض السكر واضطرابات العضلات الهيكلية ولاسيما تخلخل العظام وبعض أنواع النشاطات السرطانية. تضيف الدكتورة سحر خيرى، أن الهدف ليس تقليل وزن الطفل، بل إبطاء نسبة اكتساب الطفل للوزن حتى يكتسب وزنا ملائما لطوله. يجب أن يحدث هذا بحكمة لا تتسبب فى حرمان الطفل مما يحب. تثبيت مواعيد الطعام بحيث يتعودها الطفل ولا يتخلف عنها. تعويد الطفل على تناول كل أنواع الطعام المفيدة ودفعه برفق لتعود تناول الخضراوات والفواكه الطازجة. يتم تناول الدهون والسكريات بنظام ودون حرمان. أما عن طرق تجنب الإصابة بالسمنة المفرطة، فتأتى بتعود العادات الغذائية السليمة ومراعاة شروط الغذاء الصحى تحت إشراف الأم التى يجب بأن تلم بها بصورة صحيحة. تشجيع الطفل على ممارسة النشاط الرياضى وتحديد وقت متابعة برامج التليفزيون ومراعاة أن الطعام فقط على المائدة وتركيز على المجموعات الغذائية المفيدة مثل اللبن ومنتجاته، الفواكه والخضر الطازجة، العصائر غير المحلاة الطازجة. هل هناك حمية غذائية آمنة وأخرى خطيرة؟ الأستاذة الدكتورة صفاء الحسين توفيق، رئيس الجمعية المصرية للتغذية العامة والعلاجية، أوضحت الفارق بين أنواع من الحميات التجارية التى ؟؟؟ عديدة، وتلك الآمنة التى بالفعل تتسبب فى نقصان الوزن وثباته دون الإخلال بوظائف جسم الإنسان وحيويته. قدمت الدكتور صفاء عشر توصيات مهمة تضمن الأمان للحمية الغذائية: النظر لفترة الريجيم على أنها بداية جديدة لصحة وحياة أفضل وليست فترة مؤقتة من الحرمان لتقليل الوزن. وضع أهداف واقعية للريجيم دون مبالغة. الأمثل أن ينقص الوزن بمعدل نصف كيلوجرام فى الأسبوع. احرص على تناول طعاما صحيا فى أطباق صغيرة. - طعام قليل الدهون والسكريات والأملاح غنى بالألياف كالخضراوات والفواكه الطبيعية والحبوب الكاملة. تناول خمس وجبات صغيرة وخفيفة ولا تهمل الفطور. تناول عشاؤك مبكرا «3 ساعات قبل النوم». احذر المشروبات السكرية العالية السعرات «الغازية والعصائر المعلبة» استبدلها بالماء. اجعل الحركة أسلوبا لحياتك «المشى السريع، صعود السلالم، ركوب الدراجة....». ثبت وزنك بعد الوصول للوزن الصحى بالاستمرار فى الحركة. وتناول وجبات غذائية متوازنة معتدل السعرات. لا تتناول أى أدوية أو أعشاب دون استشارة طبيب. فى النهاية ابحث دائما عن صديق يشاركك الرغبة فى تقليل وزنه وابدأ معا. أن يخاطب العلم المجتمع تأصيل للهدف الذى من أجله يجب أن يعمل العلماء. لذا فإن تلك المؤتمرات التى تناقش مشاكل الإنسان وحلولها فى صورة علمية مبسطة نافذة إلى عقل الإنسان إنما توجد نوعا من الوعى الاجتماعى والصحى، نحن بحاجة ماسة إليه فى تلك المرحلة من عمر الوطن.