بعد الأداء المبهر للدورة السابقة من معرض چنيڤ، كان من الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى معرض فرانكفورت بمزيد من الترقب، المعرض الألماني الذي يعد دائما الأقرب لقلوبنا، كما يقولون ونقول جميعا «ألمانيا هي موطن السيارات» لذلك فهو المعرض الأكثر أهمية على مستوى العالم، هذه حقيقه بعيدا عن الآراء الشخصية. الترقب الضخم هذا العام كان بسبب الطفرة التي شهدها معرض چنيف في مارس الماضي، أو ربما «طفرة» ليست المصطلح الدقيق!، فما شاهدناه في معرض چنيف كنا نشاهده باستمرار في المعرض العالمية قبل أن تواجه صناعة السيارات الأزمات والكساد العالمي، وكان معرض باريس العام الماضي قد أعلن صراحة انتهاء الأزمات وانتعاش صناعة السيارات العالمية، أما ما أعلنة چنيڤ في مارس كان مختلفا نوعا ما. فقد جسد المعرض السويسري بدقة الانتعاش الذي تعيشه الصناعة، لم تغلب السيارات «الاقتصادية» التي تتجمل ب «بتقنيات» متواضعة، بل عادت المحركات الكبيرة إلى الحياة واختفت فجأة النبرة التي سادت تصريحات الصانعين منذ 2008 و حتى 2012 عن السيارات صديقة البيئة، عادت السيارات الفائقة بقوة، ربما هجينة هذه المرة ولكنها مازالت فائقة. منذ ثلاثة أسابيع تقريبا؛ انطلقت فعاليات معرض «فرانكفورت» ووسط هذا الترقب لم يُخيب المعرض الأضخم آمال متابعي تلك الصناعة وعشاقها وعشاق رياضتها أيضا، حيث ظهرت 219 سيارة للمرة الأولى عالميا، أي أكثر مما تم تقديمه في دورة 2013 ب 60 سيارة.. والمثير كان انطلاق دورة 2015 تحت شعار Mobility Connects وهو ما نجحت في تجسيده النماذج التجريبية التي تم تقديمها وحتى الرياضي منها!. داخل المعرض تدرك حقيقة الانتعاش الذي تعيشه الصناعة في تلك الفترة، الرؤية ليست سطحية كما هو الحال في چنيڤ، الذي يعد ساحة للاستعراض أكثر من كونه حدث يجعلك تقف على مستجدات الصناعة، في فرانكفورت لم يتعلق الأمر بسيارات الأداء الفائق وإن كانت لمعت بشده، التركيز كان على التقنيات التي تقف خلف هذه السيارات، النماذج الاختبارية خرجت كدراسات معقدة جدا ترسم لك خريطة مستقبل الصناعة الذي يدور حول الاستهلاك الطفيف والقيادة الذاتية والخامات والمتطورة. وسط جميع أجنحه المعرض، تألقت بشدة سيارات مرسيدس بنز الجديدة التي تنوعت بين نمازج تجريبية وسيارات للإنتاج التسويقي، پورشه تمكنت من خطف الأنظار بقوة أيضا، ربما استحقت من وجهة نظرنا سياراتها التجريبية Mission ِE لقب نجمة المعرض، أداء جميع الشركات المشاركة كان ملفت إلى حد ما، ولكن جناح واحد أصابني بالذهول!، جناح هيونداي التي أعتقد أنها تعيش قصة تطور غير مسبوقة فقد قدمت نموذج لسيارة سيدان من الحجم الكبير كما طلقت الفرع الرياضي الخاص بها، «حكاية» سوف أحاول كتابتها بالتفصيل في الأعداد القادمة، بلغ عدد زوار المعرض هذا العام 920 ألف زائر كما قام بتغطية المعرض 11 ألف صحفي من 106 دولة حول العالم، نقدم فيما يلي جوله سريعة لأهم السيارات التي ظهرت في المعرض.