فورين أفيرز: موجات النزوح نتجت عن استهداف نظام الأسد للمدنيين وتهدف لتفريغ مناطق المعارضة من السكان.. و«داعش» و«النصرة» استخدما نفس الاستراتيجية قالت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، إن «المدى الواسع لأزمة النازحين السوريين، لاسيما النازحين من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا، يوضح أن التهجير القسرى ليس مجرد نتيجة للعنف»، مؤكدا أن النزوح يتم «بفعل فاعل»، ول«هدف محدد سلفا». وأشارت المجلة، إلى أن أحد أهم عناصر الاستراتيجية العسكرية للرئيس السورى، بشار الأسد، انطوت على استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية، ومنع وصول الخدمات العامة الأساسية فى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، وذلك حتى يتم إبعاد السكان عن مناطق المعارضة، الأمر الذى أدى لنزوح جماعى. وأوضحت فى تقريرها حول النازحين داخل سوريا، والذين يشكلون ثلث تعداد السكان، أى 8 ملايين شخص، أن المدارس والمستشفيات والأسواق ومخيمات اللاجئين أصبحت نتيجة لذلك، من أخطر المناطق بسوريا، لافتة إلى أنه تم استهداف المدنيين بشكل متعمد، غالبا من خلال البراميل المتفجرة، وأن هذه الاستراتيجية خلقت أزمة النزوح الداخلى. فبحسب التقرير، قام نظام الأسد بفرض حصار لأكثر من ثلاث سنوات حول مناطق المعارضة فى شرق جنوب ودمشق، كما فرض حصارا «وحشيا» على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ما أدى إلى تجريدهم من أية مساعدات وتجويع بعضهم حتى الموت، فيما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه «دائرة الجحيم». ووفقا للمجلة، فإن العنف ضد المدنيين ارتبط أحيانا باستراتيجية للتطهير العرقى، كالمجازر التى ارتكبها النظام السورى بحق سكان السنة فى قرية البيضا ومدينة بنى ياس فى قلب مناطق العلويين، ومن الناحية الأخرى، استهداف تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» للأقليات الدينية بمناطق سيطرتهم. وأدت هذه المجازر المدفوعة عرقيا أو طائفيا، إلى رفع ديناميات الطائفية فى الحرب السورية، ومن ثم تآكل النسيج الاجتماعى السورى. كما استُخدمت المساعدات الإنسانية الدولية كآلية للحرب هى الأخرى، عبر انتقاء النظام للمناطق التى يوافق على إيصال المساعدات والخدمات إيها، كالوقود والكهرباء والأدوية، من أجل إبعاد غير الداعمين للنظام، وهو الموقف الذى ازداد سوءا بسبب الصراع على السيطرة على الموارد الطبيعية. ومع تقدم الحرب، تكون غالبا كل الأطراف ارتكبت مجازر عرقية واستهدفت مدنيين وانتهكت قانون الإنسانى الدولى، حيث ترجح «فورين أفيرز» أنه كلما طال أمد الحرب ستستخدم جميع الأطراف تكتيكات أكثر وحشية، بما فيها التهجير القسرى، داعية إلى اعتبار الأخير «آلة حرب متعمدة». ووصلت المجلة إلى نتيجة مفادها أن الهجرة ونزوح الداخلى هما مظهران لمشكلة واحدة هى استهداف المدنيين فى الحروب، حيث دعت إلى حل المشكلتين معا، مطالبة المجتمع الدولى بالاستجابة للاجئين خارج وداخل سوريا، وعدم الاكتفاء بتمويل المساعدات، أو محاربة «داعش» دون النظام السورى، أو رفض التعامل مع النازحين السوريين داخل سوريا والشرق الأوسط.