بعد 6 أشهر من الغارات المتواصلة للتحالف العربى بقيادة السعودية على المناطق التى تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين فى اليمن، أنهكت الحرب صفوف المتمردين، وبدأ الكثيرون فى إعادة التفكير بولائهم للحركة، وزاد عدد الانشقاقات داخل قيادتها، وانقسمت الميليشيا إلى محافظين متشددين يتوقون للقتال واستخدام القوة، وبراجماتيين يسعون للتسوية السياسية، حسب مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية. وخلال العام الماضى، اكتسب الحوثيون القوة والعتاد، واستطاعوا السيطرة على عدة مدن رئيسية فى اليمن، تحت غطاء محاربة الفساد والسعى للمساواة بين القبائل والمناطق، وهو ما صرح به زعيم الحركة عبدالملك الحوثى، حيث وعد بعدد من الإصلاحات، ولكن طبقا للمجلة الأمريكية، فشل الحوثيون فى التحول من ميليشيات إلى رجال دولة. وأشارت المجلة إلى أن الحوثيين حاولوا أيضا التوسع من صنعاء باتجاه الجنوب (الأغلبية سنة)، تحت راية القضاء على الإرهاب، ولكن بدلا من ذلك غذى المتمردين الشيعة الطائفية، ودفعوا القبائل السنة للتحالف مع تنظيم القاعدة، المجموعة المسلحة السنية الوحيدة فى اليمن، بهدف الوقوف فى وجه الميليشيا الشيعة، موضحة أن الفوضى المتصاعدة فى الجنوب اليمنى، خلقت فراغا سيملؤه المتطرفون الإسلاميون، وعلى رأسهم القاعدة، وفروع تنظيم داعش الجهادى. وأوضحت المجلة أن انتهاكات الحوثيين العديدة لحقوق الإنسان، والتى ظهرت فى أسر وقتل أفراد الحكومة اليمنية، أو أى معارض لهم من المواطنين، وتفجير منازلهم، بجانب تعديهم على وسائل الإعلام، فضلا عن سياساتهم الاقتصادية الفاشلة، كلها أسباب أدت إلى انحسار انتصاراتهم فى المعارك الميدانية، ما أدى إلى تشقق الحركة الحوثية. ونقلت المجلة عن القيادى السابق فى الجماعة على البخيتى وصفه للحوثيين بأنهم «لصوص الرب»، فيما قال عبده بشر، الذى انفصل عن اللجنة الثورية العليا، إن الحركة عملت على إنشاء هيئات غير خاضعة للمساءلة، حتى تستطيع الحكم من ورائها. وقالت المجلة نقلا عن العالم الزيدى محمد اذان، إن قوة الفصائل داخل الحركة، تتغير بناء على الوضع الميدانى، حيث يكون المحافظون المتشددون فى أوج قوتهم، خلال الانتصارات فى المعارك، ولكن فى وقت الهزيمة، مثلما يحدث الآن، قال اذان إن «الأصوات العاقلة تبدأ فى التحدث».