تظاهر مئات المسيحيين، مساء الثلاثاء، أمام كنيسة البشارة في الناصرة، احتجاجا على ما وصفوه ب«التمييز» الذي تمارسه الدولة العبرية ضد مدارسهم التي بدأت إضرابا مفتوحا احتجاجا على الاقتطاعات الحكومية في تمويلها. وقال أسقف الناصرة ورئيس طائفة اللاتين في إسرائيل المطران بولس ماركوزو، إن "ما نطالب به هنا ليس امتيازا، بل العدالة لمدارسنا كما لسائر المدارس في إسرائيل". وأدلى الأسقف بموقفه هذا في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين الذين كانوا بغالبيتهم من الأمهات والتلاميذ ورجال الدين الذين رفعوا لافتات كتب عليها «الحكومة تريد إنهاء المدارس المسيحية» و«المدارس المسيحية تطالب بالمساواة.. تمويل كامل». وصباح أمس الثلاثاء، أغلقت 47 مدرسة مسيحية في إسرائيل أبوابها، معلنة دخولها في إضراب مفتوح، مما تسبب بحرمان 33 ألف طالب من العودة إلى المدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد، بحسب ما أعلن مسؤول لوكالة «فرانس برس». وقال المتحدث باسم المدارس المسيحية في إسرائيل بطرس منصور ل«فرانس برس»، "أغلقت كافة المدارس أبوابها عقب دعوة للإضراب المفتوح". وأضاف، "منذ عام ونصف، نجري محادثات مع السلطات الإسرائيلية وتدخل الكثير من المسؤولين وحتى الفاتيكان"، مشيرا إلى أن "الرئيس رؤوفين ريفلين ووزير التعليم نفتالي بينيت، أدليا الأسبوع الماضي بتصريحات إيجابية للغاية". وبحسب بطرس، "في ما عدا التصريحات السياسية الجميلة، لم نحصل بعد مضي أسبوع على أي اقتراح جاد.. جربنا كل المساعي ولم يبق امامنا أي خيار سوى الإضراب". وتعترف إسرائيل بالمدارس المسيحية ولكن لا تعتبرها مدارس عامة، لذلك تم تقليص تمويلها في العامين الماضيين بنسبة 45%، -بحسب المدارس المسيحية-. وأكد بيان صادر عن هذه المدارس، أن "الدولة العبرية لا تتكفل سوى بتمويل 29% من التكلفة الاجمالية للمدرسة الإبتدائية، وإلقاء بقية التمويل على عاتق أهالي الطلاب فقط، وهذا أمر غير ممكن". بدروه، أكد مدير المدارس في حراسة الأراضي المقدسة الأب عبد المسيح فهيم، مؤخرا، أن "هذه قضية مساواة.. من حق الطفل الإسرائيلي اليهودي أن تمول الدولة تعليمه بنسبة 100% ولكن ليس لمدارسنا بينما يعد التعليم في مدارسنا من الأفضل في إسرائيل". ويأتي النزاع على تمويل المدارس المسيحية، بينما يؤكد مسؤولون مسيحيون أنهم يعيشون في خوف، بعد هجمات شنها متطرفون يهود على كنائس مسيحية. وبحسب أرقام رسمية إسرائيلية، يعيش 160 ألف مسيحي في الدولة العبرية، 14 ألفًا منهم في القدسالشرقيةالمحتلة.