أمام محلات الجزارة في السوق المجاور لمحطة سعد زغلول بحي السيدة زينب، وقف عشرات السيدات لشراء اللحوم لوجبة الغداء، بعد أقل من يومين من انتشار حملة «بلاها لحمة». مدام سحر، موظفة تتكون أسرتها من فردين فقط هي وزوجها، أبدت دعمها للحملة ولكنها رأت أنه لابد أن يكون هناك بديل أو حل يتم طرحه على المواطنين حتى تحقق نتيجة مرضية، قائلة "في الحالة دي هنشتري فراخ، فتاجر الفراخ أيضا سيرفع سعره يبقى معملناش حاجة"، مقترحة أن تجبر الحكومة التجار على خفض الأسعار لأن هناك أسرا كثيرة لن تستطيع شراء اللحوم في ظل المرتبات البسيطة. اشترت السيدة سحر كيلوم اللحم ظهر اليوم الأربعاء ب85 جنيها، مشيرة إلى أن السعر ارتفع تدريجيا خلال الشهور الأخيرة، "فمنذ شهر رمضان وحتى عيد الفطر كان السعر 75 جنيها، ومنذ شهر تقريبا ارتفع إلى 80، حتى وصل إلى 85 جنيها اليوم"، موضحة أن الخمس جنيهات الزيادة ليست أزمة، لكن الأزمة عندما تتراكم هذه الزيادات بعد فترة، ويصبح الفارق كبيرا. «85 إيه!! تعالي يا بنتي مش شاريين».. قالتها مدام زينب لابنتها عندما سألت أحد الجزارين عن سعر الكيلو اليوم، مؤكدة مشاركتها في حملة مقطاعة شراء اللحوم حتى تقل الأسعار وتصبح مرضية لغالبية الشعب المصري. وقالت زينب، ل«بوابة الشروق»، "لما واحد يكون عنده 7 عيال هيفرجهم على اللحمة يعني، بالشكل ده عشان يقدر يأكلهم هيدخل على الأقل في 150 جنيها"، مطالبة بتخفيض الأسعار لتصل إلى 55 أو 60 جنيها. وأشارت في حديثها، إلى أن الكثير أصبح يلجأ إلى شراء اللحم المستورد "لأن سعرها النصف تقريبا، لكنها غير مضمونة وليس لها طعم وغير معروف طريقة ذبحها ومدة وجودها في الثلاجة". اختتمت زينب كلامها، قائلة: "أسعار كل شىء في زيادة وليس اللحمة فقط، وأتمنى إن الحملة تحقق أي نتيجة، ولكن للأسف هناك مواطنون ليس لديهم مشكلة ويشترون بهذه الأسعار". تدخل في الحديث أحد العاملين بمحل جزارة بالمنطقة، رفض ذكر اسمه، مؤكدا إن الشعب المصري في جميع الأحوال سيضطر إلى شراء اللحمة مع اقتراب عيد الأضحى خلال أيام، وأن مقاطعة شراء اللحوم أمر مستحيل خلال تلك الفترة. لكن رقية عيد، الموظفة بإدارة السيدة زينب، قررت أنها ستنضم لحملة «بلاها لحمة» معتبرة أن ما يحدث من ارتفاع الأسعار "استغلال من التجار، وآخر مرة سألت على سعرها كانت ب90 جنيها"، وأكدت أن أسرتها اختارت أن تذبح أضحية في العيد ولن تشتري بهذه الأسعار. وتوقعت رقية أن تنجح الحملة، مشيرة إلى أن العديد من زملائها وزميلاتها في العمل أعلنوا المقاطعة، "حتى تصل إلى ما كانت عليه قبل 5 شهور، أي حوالي 60 أو 65 جنيها"، حسب كلامها. أمام أحد منافذ بيع اللحوم المستوردة بجوار محطة مترو سعد زغلول، قالت إحدى السيدات، رفضت ذكر اسمها، إنها كانت تشتري لحمة سوداني وسعر الكيلو منها 40 جنيها، مؤكدة أنها لا تشتري اللحمة البلدي لعدم قدرتها على سعرها. وأشارت السيدة إلى أنها سمعت عن حملة لمقاطعة اللحمة، ولكن "للأسف شايفة المحلات شغالة عادي والناس بتشتري، ولو أنا قاطعت فغيري مش هيعمل ده"، على حد قولها.