يقول إسماعيل ياسين عن نفسه إنه كان في سنة 1930 "فتى مصر العاطل"، وإنه كان يجتمع كل مساء في مسجد السيدة زينب مع تلميذ ليس له أهل، وبلطجي هارب، وكان الثلاثة ينامون في الجامع حتى يوقظهم الخادم لصلاة الفجر. وفي أحد الأيام، أيقظهم بشيء من العنف، فتذمر البلطجي وشتمه ونام، ثم ركله خادم الجامع بقدمه، فنهض البلطجي وانهال عليه ضربا. وتدخل المصلون وانتهت المسألة بمحضر في قسم الشرطة. وفي اليوم الثاني تقرر إغلاق المسجد بعد العشاء. سرقة طقم شاي عاد إسماعيل ياسين، في المساء إلى الجامع فوجده مغلقا، فمشى إلى أقرب جامع بشارع مراسينا، وهناك التقى بزميليه (التلميذ البائس والبلطجي الهارب). وعند الفجر استيقظ الفنان على صوت خادم المسجد وهو يشير إليه صائحا: "هو ده اللي سرق طقم الشاي"، فأيقظ البلطجي والتلميذ وحاولا إنقاذه من الرجل، والتف حولهم المصلون. وبكى «ياسين» وأقسم أنه بريء فصدقه الناس وجمعوا له 25 قرشا ثمن تذكرة السفر إلى السويس. في فبراير من عام 1967، أجرت مجلة «الكواكب» لقاء مع إسماعيل ياسين كان عنوانه «الحكم بالإعدام على إسماعيل ياسين»، تحدث فيه عن توقف فرقته بعد 13 عاما من العمل. ويحكي قائلا: "كان شيأ خطيرا جدا أن أكون مسؤولا عن إسعاد الناس ثم اتخلى عنهم في لحظات، ولكن ليس هذا ذنبي لقد مرضت بسبب الإرهاق في العمل، وقال الأطباء إن مرضى عبارة عن ماء على الرئة ولكن الحقيقة غير ذلك، إذ كنت مصابا بالسل في الرئة وأخذ الله بيدي وشفيت". ويخرج إسماعيل ياسين من المستشفى ليجد فرقته متوقفة، ولم تفكر الدولة في مساعدتها ولو بملغ بسيط، الأمر الذي اعتبره "منتهى الجفاء والقسوة". لم يفاجئ بهذا فقط وإنما وجد مصلحة الضرائب تطالبه بمبلغ 21 ألف جنيه قيمة ضرائب من عام 1950، والغريب في الأمر أنه كانا مطالبا بسداد ضرائب افلام لم يقم بتمثيلها مثل فيلم «إسماعيل ياسين في الجيش»، فقد كان اسمه في البداية «إسماعيل ياسين دفعة» فاعتبرته الضرائب فيلمين، وتم الحجز على بيته وسيارته. وقد أرسل إسماعيل ياسين خطابا إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شرح فيه ما يعانيه، فإنه "تعب من عدم العمل"، وفى آخر اللقاء قال: "أرجو أن أعود للعمل.. فالعمل هو صحتي وحياتي، وألا يكون هناك حكم بالإعدام ضدي فأموت عاطلا بائسا تملأ الدموع عيني بعد أن ملأت قلوب الناس بالأفراح!!"