- «نيويورك تايمز»: نجاح القناة يتوقف على حل مشاكل الاقتصاد.. و«إيكونوميست»: القناة عمل فذ مثير للإعجاب اهتمت صحف غربية بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أمس الأول، وأبرزت تارة مراسم الاحتفال، ونافشت جدوى المشروع الاقتصادية، تارة أخرى، مشيرة إلى أن تحقيق القناة العائدات المنتظرة، رهين بنمو حركة التجارة العالمية، وحل مشاكل الاقتصاد المصرى. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلا عن اقتصاديين ورجال أعمال، إن وعود الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، بشأن مزايا المشروع ستتوقف على حل نفس المشكلات التى تعوق الاقتصاد المصرى، التى تتمثل فى «الحكومة الفقيرة، نقص الشفافية والأمن العام»، فضلا عن نقص الطاقة وتنامى التهديد بالعنف ضد الحكومة، على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن الميزة الحقيقية للمشروع تكمن فى تقليل متوسط مدة عبور السفن للقناة عدة ساعات، إلا أنها لفتت إلى أن القناة تعمل حاليا بشكل جيد دون الوصول للسعة القصوى بسبب انخفاض حركة التجارة العالمية، مستبعدة على لسان الاقتصادية المصرية، ريم عبدالحليم، أن تحقق القناة الجديدة الزيادة التى قدرها عبدالفتاح السيسى فى الأرباح والوظائف. وفى تقرير آخر، أشارت الصحيفة ذاتها إلى تباين ردود الأفعال تجاه المشروع على مواقع التواصل الاجتماعى بين إشادات المؤيدين، وسخرية المعارضين، موضحة أن المعارضين وجدوا فى تلك المواقع وسيلة للتعبير عن استهجانهم فى ظل القيود على التظاهر. بدورها، قللت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية من توقعات الحكومة الاقتصادية بشأن الأرباح التى ستحققها القناة الجديدة، مشيرة إلى وصف محللين بمجال الشحن لتلك التوقعات بأنها «غير واقعية» و«منتفخة». أما صحيفة «جارديان» البريطانية فاهتمت بسرد وقائع «حفل تدشين الحكومة المصرية لتوسيع لقناة السويس، وسط ضجة شديدة القومية باعتباره إنجازا وطنيا». وأبرزت الصحيفة توجه الرئيس السيسى إلى موقع الاحتفال على متن طائرة هليكوبتر عسكرية، مرتديا الزى العسكرى، واستقلاله يخت «المحروسة» الذى يرجع إلى العهد الملكى. وقالت الصحيفة إن «السيسى وقف وقوف المنتصر على سطح السفينة، ليلوح لمهنئيه وفرق الرقص الشعبى على الشاطئ»، لافتة إلى اصطحابه للطفل الصغير الذى كان يرتدى الزى العسكرى ممسكا بالعلم المصرى. من جانبها، أشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى «تسمية الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند كضيف شرف لحفل افتتاح توسعة قناة السويس، وجلوسه بجوار الرئيس السيسى»، لافته إلى أن ذلك يأتى «فى أعقاب بيع فرنسا أخيرا 3 مقاتلات رافال لإدارة الرئيس السيسى». كما أشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية إلى «الانتهاء من مشروع توسعة القناة.. بناء على أوامر السيسى فى 12 شهرا فقط، بعد أن توقع خبراء أن الامر سيستغرق 5 سنوات». وأوضحت الصحيفة أنه فى حين أن «اقتصاديين حكوميين قالوا إن الممر المائى سيؤدى إلى زيادة إيرادات حركة السفن فى قناة السويس من 5.3 ملياردولار سنويا حاليا إلى 13.2 مليار دولار بحلول عام 2023، شكك محللون مستقلون فيما إذا كانت التجارة المارة بين الشرق والغرب كافية لتلبية تلك الأهداف المالية الطموحة». وقالت الصحيفة إن «التجارة العالمية يجب أن ترتفع بنحو 9% سنويا لتحقيق نمو لحركة المرور المطلوب من 49 سفينة يوميا حاليا إلى 97 بحلول عام 2023. ووفقا لحسابات شركة كابيتال للأبحاث الاقتصادية، فإن متوسط معدل النمو على مدى السنوات الأربع الماضية 3% فقط». فيما أشادت مجلة «إيكونوميست» البريطانية بالمشروع، موضحة أنه «عمل فذ مثير للإعجاب»، و«يسمح بمرور أكثر وأكبر السفن بسرعة أكبر من خلال شريان حيوى للتجارة العالمية». كما أشادت المجلة بتمويل المشروع محليا من قبل المواطنين، الذين ضخ الآلاف منهم نحو 9 مليارات دولار فى شهادات استثمار خاصة، مشيرة إلى وجود بعد إيجابى آخر على المدى الطويل، إذ تخطط الحكومة المصرية لتحويل منطقة القناة كلها إلى «مركز لوجستى عملاق، لخدمات السفن والصناعات التحويلية».