«يبدو أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، سيجر بلاده إلى الحرب من أجل الفوز بالانتخابات، ما قد يعد أكبر خطأ سياسى فى تاريخه».. بهذه الكلمات بدأت مجلة فورين بوليسى الأمريكية تقريرها حول التغير فى الموقف التركى تجاه أزمات الشرق الأوسط، وقرار أردوغان، الذى وصفته بالسلطان، دخول الحرب ضد تنظيم داعش والأكراد. ولفتت المجلة إلى أنه على الرغم من أن انقرة بدأت يوم 24 يوليو الماضى بمهاجمة مواقع داعش إلا أنها انتهت اليوم بنهاية مألوفة ألا وهى ضرب عدوهم القديم«الأكراد»، إذ إن العداوة بينهم مستمرة مهما تغير الحاكم التركى، وسواء كان ديكتاتورا عسكريا أو أتاتوركيا أو إسلاميا. وأوضح التقرير أن الحقيقة بالنسبة لأردوغان هى أن الخطر الحقيقى عليه هو الشاب الذكى حسن المظهر، صلاح الدين ديمرطاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردى، الذى يحمل أفكارا ليبرالية تمثل خطرا على الطموحات السياسية الجامحة للرئيس الإسلامى. وأوضحت المجلة أن تنامى القوة الكردية، خصوصا بعد سيطرة قوات الحماية الكردية (فرع حزب العمال الكردستانى فى سوريا) على بلدة تل أبيض السورية من تنظيم داعش الشهر الماضى، جعل أردوغان، الذى يرى نفسه مخلص العرب السنة، يقرر ألا يقف على الحياد ويشاهد الأكراد يسيطرون على 50% من الحدود التركية السورية. وأوضح التقرير أن الأكراد وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة تعتبرهم أكثر الشركاء الموثوق بهم فى الحرب ضد داعش، فإن أهميتهم لا تقارن بأهمية إعطاء الطائرات الأمريكية حق الدخول إلى قاعدة انجرليك العسكرية التركية. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن من ضمن الانتقادات التى وجهت إلى أردوغان هى أنه يجر البلاد إلى الحرب من أجل حشد التأييد الشعبى قبل الانتخابات المبكرة التى يرجح إجراؤها خلال الفترة المقبلة، على أمل استعادة الأغلبية التى تمكن حزبه «العدالة والتنمية»، من تشكيل الحكومة بمفرده.