تشير البيانات الرسمية الحكومية والدولية إلى أن نساء محافظة بورسعيد، هن الأكثر حظا بين نساء الجمهورية، وفقا للمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، إلا أن نفس البيانات تشير أيضا إلى أن نساء المحافظة هن الأكثر تعرضا للطلاق على مستوى الجمهورية. وتشير بيانات المسح السكانى الصحى إلى أن نسبة التحاق الإناث بالتعليم فى المحافظة تبلغ 97.2% وهى الأعلى على مستوى الجمهورية، مقابل 95% فقط للذكور، كما أن سيدات بورسعيد هن الأفضل فى استخدام الحاسب الآلى على مستوى الجمهورية، حيث يستخدمه 32%، وهن أيضا الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعى، حيث تتصفح 28.2% من البورسعيديات هذه المواقع، وهو 3 أضعاف المعدل العام للجمهورية. وفيما يخص العمل، فنسبة النساء لقوة العمل فى بورسعيد، 33.2%، وهى الأعلى ما بين المحافظات الحضرية، والرابعة على مستوى الجمهورية، وإذا ما راعينا طبيعة مشاركة المرأة فى العمل فى الريف، وزهدها فى العمل لدى الغير، سندرك مدى قوة مشاركة المرأة البورسعيدية فى قوة العمل، خصوصا أن المحافظة تعانى من ثانى أعلى معدل بطالة على مستوى الجمهورية، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. إلا أن جهاز الإحصاء نفسه يشير إلى أن بورسعيد تحتفظ بأعلى معدل طلاق فى الجمهورية، 3.8 حالة لكل ألف من السكان، مقارنة ب 2.1 فى الألف لعموم الجمهورية فى 2014. وفيما يخص المؤشرات الصحية تتصدر نساء بورسعيد القائمة، فهن أقل نساء مصر زواجا بالأقارب، 16% فقط، مقارنة ب 31.5%، متوسط الجمهورية، ويحتفظن بأعلى معدلات الرعاية الطبية عند الحمل والولادة، والأقل ختانا، كما أن 77% من سيدات بورسعيد، قمن بالإنجاب «قيصريا»، وهذا الرقم أعلى ب25% من متوسط الجمهورية، وفقا للمسح السكانى الصحى. وانتقد علاء غنام، مدير برنامج الصحة وحقوق الإنسان بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، هذه النسبة المرتفعة، «الولادة القيصرية أكثر خطورة وأعلى تكلفة، وارتفاع تكاليف الولادة مضر لتكلفة النظام الصحى عموما، واللجوء للقيصرية بهذه النسبة المرتفعة يعنى استسهالا من الأم والطبيب الذى يوفر وقتا ويحصل على عائد أكبر نتيجة قيامه بهذه العمليات»، وفقا لغنام الذى أشار إلى أن المظهرية والتقليد دفعا السيدات لإجراء هذه العمليات، «مثلها مثل توافر الدش والهواتف المحمولة فى العشوائيات». وفى جولة بسيطة فى بورسعيد، التقينا 5 رجال، مُطلق، وزوجان راغبان فى الطلاق، وزوج غير راض عن زواجه، وزوج راض. ومن وجهة نظر الخماسى البورسعيدى، الذين تتراوح أعمارهم بين نهايات العشرينات وأوائل الثلاثينيات، فإن معدل الطلاق فى المحافظة ارتفع بسبب سوء الأوضاع فى المحافظة، وعدم تحمل الإناث الظروف الصعبة، وكثرة مطالبهن ورغبتهن فى الانعزال عن العائلة، مع صعوبة توافر سكن منفصل عن بيت العائلة. وتشير بيانات المسح السكانى الصحى، أن البورسعيديات أقل استسلاما لأزواجهن، ف10.4% فقط من سيدات بورسعيد يرين أحقية الزوج فى ضربهن، وهى ثانى أقل نسبة فى الجمهورية بعد السويس، ويبلغ المتوسط العام فى مصر 35.7%، كما أن 9.1% فقط من البورسعيديات لم يشاركن أزواجهن فى اتخاذ أى قرار له علاقة بالأسرة، وهى نسبة أقل من المتوسط العام، 10.4%، أى أن البورسعيديات أكثر مشاركة وأكثر رفضا للاعتداء، وفقا للمسح السكانى الصحى.