- جيران القتيلين ل«الشروق»: المنطقة تجارية ولم نكن نعرف أن الجيران إرهابيون - أحد الأهالى: العثور على فتاة بملابس غير محتشمة بداخل الشقة.. وصديق القتيلين أرشد عنهما.. وسمعنا 3 طلقات نارية أثناء المداهمة انتقل فريق من نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، والتى تحقق فى قضايا الإرهاب، برئاسة المستشار مدحت مكى، وفريق من نيابة أمن الدولة العليا، لإجراء مناظرة جثتى تكفيريين تابعين لتنظيم «أجناد مصر» الإرهابى قتلا إثر تبادل إطلاق الأعيرة النارية بينهما وبين القوات الأمنية أثناء محاولة القبض عليهما، بعقار بشارع العشرين بمنطقة فيصل. وتبين من المعاينة الأولية لمكان الحادث وجود آثار دماء على سلم العقار، وكسر بباب الشقة الموجود فيها الجثتان وآثار دماء على الأرض، وعثر فريق النيابة على جهاز لاب توب وأسلحة آلية تابعة للمتهمين، أطلقا من خلالها الأعيرة النارية على القوات الأمنية، كما عثر فريق النيابة على بعض الكتب والمخطوطات والتى يرجح أن تكون خططا لأعمال إرهابية. وبمناظرة جثتى القتيلين تبين إصابتهما بطلقات نارية نافذة بمناطق عديدة بالجسد منها الصدر، وغرق ملابسهما بالدماء، وعثر فريق النيابة على طلقات فارغة بجوار الجثتين تعود لأسلحة آلية، وتم انتداب فريق من المعمل الجنائى لمعاينة موقع الحادث. «الشروق» انتقلت لموقع الشقة التى شهدت الحادث بمنطقة العشرين بشارع فيصل بالجيزة، للوقوف على تفاصيل الحادث والاستماع لعدد من شهود العيان بالمنطقة، وحاولت استقلال العقار إلا أن القوات الأمنية المكلفة بتأمين المكان منعت وسائل الإعلام بشكل عام من الصعود للشقة. يطل العقار بواجهة تكاد تكون قديمة مكون من 6 طوابق ودور أرضى مؤجر للمحال التجارية، يبعد عن شارع فيصل الرئيسى بنحو 100 متر، يتوسط بين شارعى العشرين الرئيسى وبين شارع الأربعين، فى شارع لا يتجاوز طوله 25 مترا «سيد زكى»، ما إن تسأل أحد عن العقار صاحب الحادث إلا ويرد بترقب أنه العقار المواجه حامل لافتة لإحدى معامل التحاليل، ويشير لنافذة وحيدة مفتوحة من بين أكثر من 17 نافذة مغلقة بالعقار، بأنها الشقة المنشودة. «إحنا مكناش نعرف إن فيه إرهابيين ساكنين جنبا» كلمات استهل بها أهالى منطقة العشرين والتى تكاد أن تتحول لسوق تجارى كبير، حيث إن الشارع شهير بالأكثر تجارة فجميع العقارات به تحتلها المحال التجارية، بل وتحولت أغلب الشقق بالطوابق العلوية منه لمحال أحذية أو أتيليهات وكوافير وموبيليا ليعلن بقوة أنه الشارع التجارى الأول فى المنطقة. عمليات شراء وبيع مستمرة طوال اليوم أهالى المنطقة اعتادوا بطبيعة الشارع لرؤية أشخاص غرباء عن المنطقة فما عادوا يبالون بأمرهم، والذى يعد السبب الأبرز فى اختيار عضوى الخلية لتأجير تلك الشقة والاختفاء بين ساكنيها بسهولة. يروى الأهالى الذين تحفظ أغلبهم على ذكر أسمائهم تفاصيل اليوم المشئوم بالنسبة لهم والذى عاشوه تحت حصار الترقب والخوف بعد إعلان القوات الأمنية أن المنطقة بها إرهابيون. وصف أهالى المنطقة للواقعة عقارب الساعة تشير إلى الثانية ظهر أمس الاثنين الأهالى «أغلبهم تجار» يباشرون عملهم بشكل طبيعى، توقفت سيارة ربع نقل يتبعها 6 سيارات ميكروباص، ترجل منها مجموعة من الأشخاص حاملى البنادق الآلية وملثمين للوهلة الأولى عرف الأهالى أنهم من القوات الأمنية التابعين للعمليات الخاصة. بدأوا فى الانتشار بالمنطقة وأخبروا أصحاب المحال بالشارع بضرورة إغلاق المحال وبدأوا فى توجيه إنذارات للساكنين بالشقق بضرورة غلق النوافذ المطلة على الشارع وعدم النظر منها خوفا على حياتهم، فى الوقت الذى صعد فيه عدد منهم للشقة، فيما أحاط الباقون العقار من الجهات الأربع. وفور سماع الأهالى لصوت طلقات نارية الخوف تسلل لقلوبهم، وبدأ الفضول يتسلل لعقولهم أخبرهم أفراد القوة المؤمنين للمكان أن عملية ضبط لإرهابيين تجرى فى العقار، شاهد الأهالى أحد الأشخاص يحاول إلقاء نفسه من أعلى العقار فأمسكت به القوات الأمنية، وبعد هدوء الطلقات النارية، بدأت القوات فى الانسحاب فى مشهد لا يتجاوز مدته الربع ساعة حسب وصف الأهالى، وحضرت قوات من العمليات الخاصة وعربات مصفحة، وتحولت المنطقة لشبه ثكنة عسكرية. وتابع الأهالى أن المنطقة تردد عليها العديد من المسئولين والقيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة على رأسهم مدير الأمن ونائبه، إلى أن حضر فريق من النيابة العامة نحو الساعة العاشرة من مساء أمس، وسط حراسة أمنية مشددة، لمعاينة المكان والجثث، أعقبها سيارة إسعاف نقلت جثتى القتيلين داخل أكياس نافين مشاهدتهم للجثث، لتعود بعدها المنطقة لحالتها الطبيعية. مصدر أمنى وشرح مصدر أمنى بالجيزة عملية مداهمة شقة التكفيريين، بأن القوات الأمنية التابعة لجهاز الأمن الوطنى بالاشتراك مع قوات تابعة لقسم بولاق الدكرور، بعد التأكد من وجود عضوى خلية «أجناد مصر» الإرهابية بالعقار، توجهوا للقبض عليهما، وبدأوا فى إعداد خطة لتأمين قاطنى العقار وباقى السكان المجاورين تحسبا لأى أعمال عنف. وأضاف المصدر الذى فضل عدم نشر اسمه، أن القوات الأمنية كسرت باب الشقة وأطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع للحد من حركة المتهمين، مشيرا إلى أن القتيلين بادرا القوة بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى فبادلتهم النيران ما أدى لمقتلهما فى الحال. وأكد المصدر أن القتيلين من العناصر الإرهابية الخطرة التابعة لتنظيم «أجناد مصر» الإرهابى، والذى يتبنى الفكر التكفيرى، وشاركا فى العديد من العمليات الإرهابية الأخيرة بالجيزة، ويعدون من العناصر المدربة على تصنيع القنابل وإعدادها. ويقول ألبير، صاحب محل بالمنطقة، إنه فوجئ بالقوات الأمنية تتوقف أمام محله وتطلب منهم غلق المحال حفاظا على أرواحهم لوجود عملية قبض على متهمين شديدى الخطورة، فامتثل لكلامهم وظل داخل المحل الخاص به، وبعد لحظات قليلة سمع صوت طلقة عالية فاستعلم من أحد أفراد القوة والذى أخبره أنها صوت قنبلة غاز، مشيرا إلى أنه سمع صوت 3 طلقات نارية عقب صوت القنبلة، بعدها شاهد القوات تنزل من العقار. وفجر ألبير مفاجأتين حول الواقعة بأن أحد صديق القتيلين هو من أرشد عنهما القوات الأمنية، والعثور على فتاة بملابس غير محتشمة داخل الشقة، موضحا أنه شاهد شخص اصطحبته القوات الأمنية من العقار، وبالاستعلام علم أنه من أرشد عن القتيلين، كما شاهد فتاة عشرينية ترتدى «تيشرت كات» وشورت علم أنها كانت بالشقة بصحبة القتيلين، وشاهدها داخل إحدى السيارات التابعة للقوات الأمنية معصوبة العينين، مؤكدا أنه لم يشاهد الفتاة بالمنطقة قبل ذلك. وعن القتيلين قال إنه لا يعلم عنهما شيئا ولم يشاهدهما مطلقا بالمنطقة، مشيرا إلى أن الشقة كانت تقطن بها سيدة وزوجها على سبيل الإيجار وتركوها منذ عام، وسكن بها نجل خالة السيدة، والذى من المرجح أن يكون هو من أحضر القتيلين. وأضاف العاملون بأحد المطاعم أسفل العقار أنهم لم يشاهدوا القتيلين قط خارج الشارع أو بالمنطقة، مرجحين أن يكونوا حضروا للسكن بالمنطقة منذ عدة أيام قليلة، مشيرين إلى مشاهدتهم لاصطحاب القوات الأمنية لأسلحة ثقيلة ما بين آر بى جى وهاون، من الشقة أثناء مغادرتهم لها. وعن وجود أى مسيرات أو تظاهرات لجماعة الإخوان بالمنطقة قال العاملون إن المنطقة تجارية من الطراز الأول وأغلب قاطنيها مسيحيون، ولم يشاهدوا أى مسيرات من قبل تابعة للجماعة، ما يؤكد أن القتيلين من خارج المنطقة وغير معروفين بالنسبة لهم.