أثار المخرج الإسبانى الشهير بيدرو ألمودوفار الفترة الماضية العديد من التساؤلات حول حقيقة اعتزاله وتوقفه عن الإخراج خاصة بعد بلوغه سن الستين عاما الشهر المقبل ولكنه فاجأ الجميع بحوار خاص أجرته معه جريدة «تليجراف الإنجليزية» يكشف عن أعماله المقبلة التى يستعد لتصويرها كما يفتح قلبه ليرد على كل الانتقادات التى وجهت له بسبب شخصيات أعماله السينمائية. فى البداية قال: ليس صحيحا أننى أفكر فى الاعتزال، بل على العكس فانا أشعر دائما أننى فى عجلة من أمرى وأن هناك ما يدفعنى دائما للاستمرار وعدم التوقف. الشروق: إذن لماذا كل هذا الوقت بين آخر فيلمين؟ ألمودوفار: أعلم أن ثلاث سنوات بين فيلم «فولفر» وفيلم «الأحضان المحطمة» وقت طويل، ولكننى الآن أتجنب حدوث ذلك مرة أخرى وأعلن للجميع أن الأربع خطوات المقبلة على وشك الانتهاء فالسيناريو الأول انتهى بالفعل والثانى يقترب من النهاية، والفيلمان الآخران فى منتصف الطريق فلن أضيع الوقت مرة أخرى. الشروق: وهل هناك سبب لهذه السرعة؟ ألمودوفار: نعم الوقت يمر سريعا وأنا الآن لست فى العشرين أو الثلاثين من عمرى والوقت ليس أمامى طويلا.. فنحن نقضى حوالى 14 أو 16 ساعة فى التصوير فى اليوم الواحد وأخشى أننى لن أكون قادرا على ذلك فى السنوات المقبلة لذا سأقوم بتصوير أكبر عدد من الأفلام قبل حدوث ذلك. الشروق: ليس من المفروض أن تركز الآن على ترويج آخر أفلامك «الاحضان المحطمة»؟ ألمودوفار: هو بالفعل يستحوذ على اهتمامى وأحاول الوجود دائما فى عروضه الأولى وأتمنى له النجاح وأن يترك أثره فى الجمهور لأنه يعبر عن الحب ويصوره بشكل مختلف. الشروق: ما سر إصرارك على الاستعانة ببينلوب كروز فى أفلامك ؟ ألمودوفار: لأنها ممثلة رائعة تجمع عددا كبيرا من الشخصيات داخلها وتنتظر الشخص الذى يخرج كل ذلك على الشاشة ومن خلال أدوار مختلفة تظهر قدراتها التمثيلية فهى تذكرنى بكبار النجوم وكأنها تجمع بينهم جميعا أمثال مارلين مونرو وصوفيا لورين، فعندما تراها تشعر كأنك تراهم جميعا فى نظراتها وروحها وهو يسهل لى عملى فأستطيع أن أتخيلها فى شكل أى امراة أريد. الشروق: وما سبب عدم استغلال هوليوود لهذه الامكانات ؟ ألمودوفار: هوليوود لا تقوم بهذه المخاطر مع الممثلين خوفا من الفشل لذا يتجنبون التجارب الجديدة كما أن معرفتى الشخصية بكروز تسهل الأمر كثيرا لأننى أعلم جيدا قدراتها هذا الى جانب ثقتها الكبيرة التى تضعها فى كمخرج مما يجعلنى أخاطر اكثر. الشروق: شخصياتك السينمائية تتمسك بالماضى لتعيش المستقبل.. لماذا هذا التشاؤم ؟ لست متشاءما وأحيانا الماضى يعطى الدفعة للاستمرار فى الحياة وأنا أؤمن بأننا يجب أن نعيش الحاضر ونجد حلولا لكل صراعتنا اليومية فهذه هى الحياة ولا أدافع عمن يعيشون فى الماضى للهروب من المستقبل. الشروق: يقال إنك تكره أفلامك بعد تصويرها.. فهل هذا صحيح؟ ألمودوفار: لا أكره أفلامى بل لا أحب أن أراها بعد الانتهاء منها لأننى أعيش كل لحظة فيها أثناء العمل بل وأحفظها كلمة وحركة لذا يصبح من الصعب أن يكون لى رد فعل تجاه أى مشهد ولا أندمج أثناء مشاهدة العمل فاتجنب ذلك .. هذا هو كل ما فى الأمر. الشروق: تحول أحد أفلامك إلى عمل موسيقى.. فما شعورك تجاه ذلك؟ تحول فيلم «نساء على مشارف الانهيار العصبى» والذى قدمته عام 1988 الى عمل مسرحى موسيقى فكرة جيدة خاصة أنه عمل كوميدى يناسب المسرح وأعتقد أن الامر سيكون ممتعا للغاية. الشروق: ومتى سيبدا العرض؟ ألمودوفار: أبريل المقبل فى مركز لينكولن بمدينة نيويورك وسيقوم بإخراجه بارتليت شير. الشروق: لماذا ترفض كل عروض العمل فى هوليوود؟ لأننى أعشق إسبانيا وأحب العمل بها. الشروق: متى يبدأ العمل بفليمك الجديد؟ فى بداية العام الجديد والمفاجأة أنه سيكون فيلما كوميديا وأتمنى أن أنتهى منه فى أسرع وقت.