رأى خبراء أمنيون، أن "الضربات الاستباقية وتجفيف منابع التمويل والدعم المالي واللوجستي للجماعات الإرهابية وأعضائها، هو الحل الأفضل لتقليص العمليات الإرهابية وإفشال مخططات الإرهاب". قال اللواء محمد نور الدين مساعد أول وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن مبنى القنصلية الإيطالية الذي تعرض لهجمة إرهابية صباح السيت، يعد مبنى مهجور وليس به أي أعمال دبلوماسية أو وجود دبلوماسيين بداخله، وأن قوة التأمين المتواجدة به لا تتعدى الحراسات العادية وعددها قليل، ويعد مبنى أثريا يحوي حضانة ومدرسة ومبنى اجتماعي فقط. وأضاف «نور الدين» أن "السفارات والأماكن التي تضم دبلوماسيين وأعمال أجنية ومباني تابعة لها مؤمنة بشكل عالي وبقوات أمنية من أفضل العناصر الموجودة بالوزارة وبإدارات الأمن، ويتلقون تدريبات على أعلى مستوى"، مشيرا إلى تزويد تلك القوات بالإدوات اللازمة لردع أي هجوم إرهابي أو عبوات متفجرة، من أسلحة ألية وذخائر كبيرة، وكلاب بوليسية وأجهزة للكشف عن المعادن والمتفجرات. وأشار إلى أن القوات الأمنية المكلفة بتأمين السفارات تسير وفق خطة محكمة معدة مسبقا ومدروسة بواسطة خبراء مدربين، لمواجهة والتصدي لأي اعمال عنف أو إرهاب تجاه تلك الأماكن، مؤكدا أن السفارات بمصر مؤمنة ويصعب اختراقها. وعن التفجيرات الإرهابية التي تشهدها البلاد، قال الخبير الأمني إنه لا توجد قوة أمنية أو شرطية بالعالم أجمع تستطيع إحكام السيطرة على كل مناطق بلدها بشكل يمثل نسبة 100%، ولابد من وجود اختراقات، مؤكدا أن الضربات الاستباقية للجماعات الإرهابية والقبض على عناصرها وكشفهم يعد العامل الأبرز في تفادي تلك الهجمات. من جانبه، قال اللواء عبد اللطيف البدني مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن مبنى القنصلية الإيطالية بوضعه الحالي لا يوجد حرم له وإن طبيعته جعلته غير مؤمن بشكل كامل لأنه مبني على الشارع الرئيسي دون وجود أي حرم له، بالإضافة إلى أنه في منطقة تجارية. وأضاف «البديني» أن "التأمين الأفضل هو جعل حرم كامل للمبنى أو السفارة المراد تأمينها وتمشيط الشارع من بدايته إلى أن يتم الوصول للمبنى، كما هو المتبع في أغلب السفارات من بينها البريطانية والأمريكية، مشيرا إلى أن قدرة التأمين على صد العمليات الإرهابية يحقق نسبة من 70 إلى 80%، والقدرة على منع التفجيرات نسبية وليست مطلقة، كما هو الحال في جميع دول العالم، ممثلا أن إسرائيل كدولة تتخذ إجراءات تأمينية عالية إلا أنها لم تتمكن من صد التفجيرات الأخيرة. وأكد أن "الضربات الاستباقية للجماعات الإرهابية والتحري والبحث عن أعضاءها وضبطهم وقطع التمويل اللوجستي والمالي عنهم يحقق أعلى نسبة إجهاض لتلك العمليات بل قد يصل في بعض الأحيان لمنعها نهائيا"، مشيرا إلى أن مخططات الإرهاب في التسعينيات تم إجهاضها بتلك الطريقة.