قدم مقربون من المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، الثلاثاء، تقريرا يستند إلى التحقيق الذي أجراه المعارض قبل اغتياله في فبراير بموسكو، ويدل حسب قولهم على مقتل الكثير من الجنود الروس في أوكرانيا، وهذا ما ينفيه الكرملين منذ أشهر. إلا أن التقرير، الذي يقع في 64 صفحة تحت عنوان «بوتين. الحرب»، لا يتضمن عناصر اساسية جديدة بما أنه يستند أساسا إلى معلومات سبق أن نشرت في وسائل الإعلام الروسية والأجنبية في الأشهر الماضية. ولم يكتب نيمتسوف الذي قتل بالرصاص في 27 فبراير أمام الكرملين عندما كان عائدا إلى فندقه مع صديقته الأوكرانية هذا التقرير، بل أعده حلفاؤه السياسيون في حزب «آر بي آر-بارناس» وصحافيون استنادا إلى عناصر كان جمعها. وقال المعارض إيليا ياشين الذي عرض الوثيقة على الصحفيين الثلاثاء: "لقد جمعنا ما نعتبره أدلة شاملة على وجود قوات روسية في أوكرانيا". وأضاف أن "هدفنا هو التحدث إلى من هم مستعدون لسماعنا. حتى لو كانوا واحدا في المئة من الروس نكون قد قمنا بعملنا". وأفاد التقرير أن القوات الروسية قامت للمرة الأولى "باجتياز (الحدود الأوكرانية) بأعداد كبيرة" في أغسطس 2014 لدعم الهجوم المضاد الناجح للمتمردين في إيلوفايسك وعلى الجبهة جنوب دونيتسك. ولاحقا، أرسلت قوات إضافية "متطوعة" في يناير وفبراير للضغط على الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو من أجل التفاوض في مينسك، وخلال المعارك العنيفة للسيطرة على مدينة ديبالتسيفو الاستراتيجية، بحسب ما قال المعارض. وتشير تقديرات التقرير، الذي يستند الى معلومات جمعت من روسيا دون أي تحقيق ميداني في أوكرانيا، إلى مقتل 150 جنديا روسيا على الأقل في أغسطس 2014 ونحو 70 في يناير وفبراير. وتابع ياشين: "جميع الإنجازات العسكرية الرئيسية للانفصاليين نفذتها وحدات من الجيش الروسي"، في هذا النزاع الذي أوقع أكثر من 6200 قتيل منذ أبريل 2014. ولفت إلى أن موسكو دعمت تجنيد مقاتلين متطوعين لمصلحة المتمردين في مراكزها للتجنيد، وأشرفت على "نقل العتاد العسكري" عبر الحدود. وبحسب المقربين من المعارض، فإن العناصر التي جمعها بوريس نيمتسوف تأتي من "مصادر مفتوحة" مثل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، و"مصادر طلبت عدم الكشف عن أسمائها في موسكو"، وشهادات عائلات جنود سقطوا في أوكرانيا اتصلوا به بحثا عن مساعدة للحصول على تعويضات مالية وعدت بها السلطات الروسية. وبحسب التقرير، فإن عائلات العسكريين الذين قتلوا في أوكرانيا تلقوا مليوني روبل (35 الف يورو) شرط عدم كشف ظروف مقتلهم. وقدر كلفة النزاع على موسكو ب53 مليار روبل خلال 10 أشهر (930 مليون يورو) يضاف إليها 80 مليار روبل (1.4 مليار يورو) أنفقتها المناطق الروسية لاستقبال لاجئين من دونباس وآثار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. ورفض الكرملين التعليق على المعلومات الواردة في التقرير، وقال المتحدث ديمتري بيسكوف إنه "لم يطلع على هذه الوثيقة". وقد نفت روسيا على الدوام اتهامات كييف والغرب لها بالتدخل في النزاع في شرق أوكرانيا لدعم الانفصاليين الموالين لها. وتقر روسيا بوجود "متطوعين" روس في دونباس ذهبوا بمبادرة شخصية للقتال إلى جانب المتمردين. وكانت صحيفة «نوفايا جازيتا» الروسية المعارضة نشرت في مارس مقابلة مع جندي روسي شاب أكد فيها أنه نشر مع وحدته من الدبابات في شرق أوكرانيا، حيث أصيب بحروق بالغة في فبراير بعد مواجهات مع الجيش الأوكراني. وطالبت وسائل إعلام روسية أخرى، بكشف حقيقة الوجود المفترض لقوات روسية في أوكرانيا في أغسطس، بعد أن نقلت معلومات عن دفن جنود في روسيا قتلوا في ظروف غامضة. وفي تلك الفترة، وقع حوالي 10 مظليين روس في الأسر في شرق أوكرانيا، وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنهم "ضلوا طريقهم" أثناء دورية. ولوحظت صعوبات الثلاثاء في فتح الموقع الإلكتروني الذي يمكن فيه تحميل التقرير. وأكد ياشين أن الموقع تعرض لهجوم معلوماتي.