زوجته وبنتاه يرافقنه من المستشفى إلى القرية بالإسماعيلية.. مساعده محمود يقوم بتغسيله بحسب وصيته.. على الحجار يرافق الجثمان داخل المقبرة.. محمد منير يبكى حزنًا.. ومحافظ قنا: إنشاء متحف السيرة الهلالية فى مسقط رأسه أبنود خيمت مظاهر الحداد على قرية الضبعية بمحافظة الإسماعيلية، عشية وفاة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، وهى القرية التى احتضنته واحتضنها لمدة عقدين من الزمان، وكانت شاهدة على أجمل فترات حياته وأصعب فترات مرضه. وكأن الشجر اكتسى باللون الأسود حزنا على رحيل الخال، الذى لم يفقد قوته وحضوره، ولم يرتخ عوده يوما، وكان يعشقه الأبناء والصغار داخل الضبعية والقرى المجاورة، ومن جانبها رصدت «الشروق» عدة مشاهد منذ وصول جثمان الشاعر الكبير من القاهرة إلى قريته فى الإسماعيلية. المشهد الأول: خرج الأبنودى من مستشفى الجلاء العسكرى داخل سيارة الإسعاف وبصحبتها 4 سيارات يستقلها زوجته نهال كمال وبنتاه وبعض أقاربه ومحبوه، متجهين إلى قرية الضبعية، وعند وصولهم إلى المنزل أدخلوه الجثمان وأغلقوا الأبواب، وقام محمود مساعد الأبنودى بتغسيله داخل المنزل بحسب وصيته ورواية أحد أقاربه. المشهد الثانى: اجتمع الأقارب ومحبوه وأهالى القرية أمام منزله عندما علموا بوصوله، وجاءوا ليودعوه قبل مثواه الأخير، واصطحبوا الفنان على الحجار وأجلسوه على مقاعد خارج المنزل حتى ينتهوا من عملية التغسيل. المشهد الثالث: خرج جثمان الأبنودى من المنزل فى سيارة الاسعاف ووراءه أهالى القرية حتى وصلوا إلى مسجد التعاون القريب من منزله لأداء صلاة الجنازة، وكان فى الصفوف الأولى على الحجار ورددوا الأدعية داخل المسجد، وكان الفنان محمد منير منهارا فى البكاء خارج المسجد أثناء الصلاة. المشهد الرابع: خرج الجميع من المسجد فى سيارة الإسعاف متجهين إلى المقابر التى تبعد عن منزله 10 دقائق لدفنه، حيث تجمع الآلاف من أهالى قريته واقاربه وعدد من قيادات الدولة وحضور مكثف من قوات الجيش والشرطة لتأمين المقبرة، وقام امام مسجد قريته بترديد الأدعية قبل دفنه. المشهد الخامس: دخل جثمان الأبنودى المقبرة بصحبة زوجته وبنتيه والفنان على الحجار ومساعده الخاص محمود، الذى قام بدفنه، وظلوا داخل المقبرة قرابة الساعة والنصف، وحضر محافظا الإسماعيليةوقنا وبعض القيادات وقاموا بتعزية زوجته داخل المقبرة. المشهد السادس والأخير: رحل الجميع من المقابر عقب انتهاء عملية الدفن بنصف ساعة، ظلت زوجته وبنتاه والفنان على الحجار وبعض اقاربه داخل المقبرة المكونة من حجرة تعلوها قبة بيضاء، ثم خرجوا واتجهوا إلى منزلهم، ورفض على الحجار الإدلاء بأى تصريحات واكتفى بكلمة «البقاء لله». ومن جانبه، قال محافظ قنا فى تصريحات ل«الشروق» إنه كان بصدد تجهيز متحف السيرة الهلالية بمحافظة قنا فى قرية أبنود مكان مولد الشاعر الراحل، وكشف انه اجرى اتصالا بوزير الثقافة منذ أيام لتجهيز وافتتاح المتحف فى موعده. ومن ناحيتها، قالت أمل زوجة مساعد الأبنودى محمود محمد، إنه كان بمثابة الأب للجميع، وعشرة عمر منذ استقراره فى الإسماعيلية، وأكدت شعورها بالحزن الشديد لوفاة الأبنودى، الذى غابت الضحكة من المنزل بغيابه، فقد كان عفويا مرحا طيب القلب ومحبا للجميع، حتى الأطفال أحبوه وكانوا يلهون دائما بجوار فيللته وكان يرحب بهم ويوزع عليهم الحلوى.