طاقة حب تملأ الأركان، وجوه مبتسمة بحماس بالغ في انتظار بدأ «بروفة» عرض «الليلة الكبيرة»، ورغم التركيز، فابريكا سمحت ل«الشروق» بالتعرف أكثر عليهم وحضور البروفة.. في البداية، يحكي لنا الفنان محمد أبو الخير، مخرج العرض، عن بداية «فابريكا»، ويقول:«أنا وزميلتي الدكتورة نيفين علوبة، وفنانين آخرين، كنا نرى حال فناني الأوبرا يسير في طريق نهايته مظلمه، فمن حين لآخر يسطع نجم أحدهم ثم يعود للخفوت، فقررنا عام 1998 نقدم أوبرا بشكل مختلف وبالفعل نجحنا في تقديم أوبرا «دون باسكوال» بالإنجليزية على مسرح الجامعة الأمريكية، مع المخرج المسرحي الكبير وليد عوني، ومن يومها لم نكف عن التفكير في تقديم هذا الفن بشكل قريب من الناس». «الناي السحري» بالمصري.. عن بداية «فابريكا» بشكلها الحالي، يقول: «أسهل وأجمل طريقة يمكننا بها الوصول للجمهور هي أن تتكلم لغته، لذلك، قررنا ترجمة أوبرا " الناي السحري" للعامية المصرية، وبالفعل نجحت المترجمة سارة عناني في تحويل النص الكلاسيكي لنص مصري بسيط ، وطلبنا من المايسترو شريف محي الدين قيادة الفرقة، وقدمناها على مسرح مكتبة الاسكندرية، وآخر أيام العرض كانت 18 يناير 2011، قبيل الثورة، والطريف أن أجزاء من نص الناي السحري احتوت على تلميحات تخص السلطة، والجماعة الدينية، وهو ما حدث نصا بعد الثورة». البؤساء.. «سامع صوت الجماهير» العرض الأشهر حتى الآن لفرقة فابريكا، ربما يرجع السبب لجماهيرية العمل الموسيقي نفسه، الذي وصل لجمهور أعرض بعد الفيلم الموسيقي الأمريكي «البؤساء» Les Miserable ، أو ربما اكتسب شهرة أوسع بعد استضافة باسم يوسف للفرقة في برنامجه «البرنامج»، حيث قدمت الفرقة 20 دقيقة من البؤساء. يقول «أبو الخير»:«فكرة تنفيذ البؤساء بالترجمة المصرية كانت من أجل مشروع تخرج للمطربة، نسمة محجوب، عضوة الفريق، من الجامعة الأمريكية، حيث تم تأسيس قسم Performing Art أو المسرح الغنائي». الليلة الكبيرة..« بني آدمين مش عرايس » بعد نجاح البؤساء، كان من المنطقي استكمال المشوار، استكمال الحلم، لذلك كانت فكرة دكتورة نيفين علوبة بتنفيذ الليلة الكبيرة، بعد استطلاع رأي.. «الصراحة.. أنا في الأول رفضت»، يقول أبو الخير، والسبب أنه لم يكن يتخيل أنه قادر على الإتيان بفكرة مبتكرة لتقديم أوبريت شهير كالليلة الكبيرة، لكن «علوبة» أصرت على الليلة الكبيرة. عن فكرة العرض، يقول أبو الخير:«بعد شهر من التفكير، توصلت للشكل النهائي للعرض، قبلها كنت اقترحت فكرة فلسفية لكن دكتور نيفين كان رأيها أنها سوداوية جدا، ونحن بحاجة للقليل من المرح، حتى توصلت لفكرة مسرح العبث، بمعنى انعدام الحدود، المسرح في المطلق، لكن في إطارات واضحة، حتى لا ينقلب الأمر ل"تهريج.. وحد الله ما بينا وبين التهريج"». وعن الاستعدادات، يقول:«كل أعضاء الفريق بيتم تدريبهم بشكل احترافي، في البداية يتم تقسيمهم لثلاث مراحل، كل حسب احتياجاته، بعدها يكون لكل فرد حصة في الأسبوع للصوتيات ودراسات ال"صولفيج"». أما المقومات المطلوبة في عضو فريق فابريكا، فيؤكد أبو الخير أن كل عضو قادر تماما على الغناء المباشر على المسرح، مع التمثيل والأداء الحركي أو الرقص إذا تطلب العرض، وتم الاستعانة بفنانين كبار لتدريب المشاركين في العرض، كالفنان مناضل عنتر مدير فرقة الرقص الحديث، والممثلة الفنانة كارولين خليل. يشارك في عرض الليلة الكبيرة، الذي يبدا غدا على مسرح جامعة مصر Must Opera House عدد من أعضاء فرقة «فابريكا»هم: على الألفى، دينا الزلاقي، أحمد سليم، رضوى عتمان، سلمى محجوب، على رشاد، شريف بشارة، سارة أبو اليزيد، نوران خليل، كيرلوس محب، هنا غنيم، يوسف أندراوس، نسمة محجوب، بمصاحبة التخت الشرقي بقيادة عازف العود علاء صابر.