فابيوس يقطع زيارته لواشنطن.. المفوض الأوروبى يلغى زيارته الإسبانية.. وزراء خارجية وداخلية الدول الأوروبية يبحثون الأزمة فى لوكسمبورج وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى: لم يعد لدينا أعذار لمواجهة الأزمة.. وخفر السواحل ينقذ 28 مهاجراً ويتوقع إنقاذ آخرين بعد وقوع أكبر كارثة إنسانية فى تاريخ الهجرة غير الشرعية إلى إلى أوروبا، أمس الأول، بغرق نحو أكثر من 700 مهاجر، فى عرض المتوسط، عقد، أمس، الاتحاد الأوروبى اجتماعا طارئ لوزراء داخلية وخارجية الدول الأعضاء، فى لوكسمبورج، لبحث ملف الهجرة، فيما اتجهت المساعى نحو عقد قمة أوروبية على أعلى مستوياتها، لمناقشة تلك الفاجعة الإنسانية. وقبل انطلاق المحادثات الأوروبية، قال متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبى، دونالد تاسك، إن المجلس يبحث عقد قمة لقادة الاتحاد الأوروبى لمناقشة أزمة الهجرة إلى أوروبا. وقال تاسك فى تغريدة بموقع تويتر للتواصل الاجتماعى إنه سيستمر فى الحديث مع القادة الأوروبيين، ومع المفوضية الأوروبية لتحديد كيفية مواجهة الوضع الناجم عن موجات الهجرة، التى نتج عنها كوارث غرق فى البحر المتوسط. وبعيد مبادرة، رئيس الوزراء الإيطالى، ماتيو رينزى إلى الدعوة للقمة الأوروبية، ألغى أمس، المفوض الأوروبى المكلف بشئون الهجرة، ديمتريس أفرمبولوس، رحلة كانت مقررة إلى سبتة ومليلية الإسبانيين فى المغرب للمشاركة فى الاجتماع الطارئ. كما قرر وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، قطع زيارته لواشنطن، حيث يعقد منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ، للمشاركة فى الاجتماع ذاته. وحسبما أعلنت متحدثة باسم المجلس الأوروبى لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، بدأ الاجتماع فى لوكسمبورج (والجريدة ماثلة للطبع) فى أعقاب الاجتماع الشهرى لوزراء خارجية الاتحاد، وذلك بحضور وزراء داخلية وخارجية إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، وأغلب دول اليورو ال28. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيدريكا موجرينى: «بعد هذه الكارثة الأخيرة، لم يعد لدينا أى عذر، لا مزيد من الأعذار للاتحاد الأوروبى، لا مزيد من الاعذار للدول الاعضاء». وأضافت موجرينى لدى وصولها لوكسمبورج للمشاركة فى الاجتماع الطارئ، أمس، «نحن بحاجة لتحرك فورى من قبل الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء»، معتبرة أنه مثلما أثارت الهجمات الإرهابية فى باريس فى يناير الماضى ردا مشتركا، فإن هذا الحادث يجب أن يولد الزخم لإيجاد سياسة مشتركة للهجرة، موضحة أن «المسألة الرئيسية هنا هى بناء حس مشترك من المسئولية الأوروبية، علماً بأنه لا يوجد حل سهل». ووفقا لبيانات رسمية إيطالية، تم إنقاد نحو 11 ألف مهاجر منذ منتصف الأسبوع الماضى، ويشير النمط الحالى إلى لاحتمال أن يتخطى عدد المهاجرين فى 2015 عدد الذين وصلوا البلاد العام الماضى، والبالغ 170 ألفا. فى سياق متصل، يناقش وزراء الخارجية بمفردهم الوضع فى ليبيا التى أصبحت نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط للوصول إلى أوروبا، إذ يستغل المهربون عشرات آلاف الأشخاص، الذى يجازفون بأرواحهم لعبور البحر فى مراكب متهالكة مما يولد أزمة إنسانية على الشواطئ الجنوبية لأوروبا. بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون الأسرة الدولية لتقاسم أعباء اللاجئين، واستضافة عدد متزايد منهم، معربا عن «صدمته وحزنه العميق» حول الكارثة الأخيرة. وأضاف مون فى بيان أمس الأول، أن «الحكومات ليس عليها فقط تحسين عمليات الإنقاذ فى البحار، بل ضمان حق اللجوء لعدد متزايد من الناس فى مختلف أنحاء العالم يهربون من الحروب ويطلبون ملاذا آمنا». وعن جهود انتشال ضحايا المركى، أعلن خفر السواحل الإيطالى، أمس، إنقاذ 28 شخصا كانوا على متن المركب المنكوب ولا تزال عمليات البحث جارية، إذ تشارك فيها سفن تجارية إيطالية ومالطية. ووفقا للسلطات الإيطالية، فإن هناك أملاً فى العثور على بعض الركاب أحياء بما أن حرارة المياه تبلغ 17 درجة مئوية تقريبا.