بدأت اجتماعات وزراء الزراعة والري المصري السوداني، صباح اليوم، بفندق روتانا بالخرطوم، والتي تعقد على مدار يومين للإعداد لاجتماعات اللجنة العليا الرئاسية المشتركة بين مصر والسودان التى تعقد على مستوى الرؤساء، حيث يتم الاستفادة القصوى من حضور ممثلي الوزارتين للاتفاق على الأطر والنتائج التي تحقق مصلحة البلدين. وقال الدكتور ابراهيم محمود وزير الزراعة والغابات السوداني، إن الرئيس عمر البشير وجه بضرورة تفعيل التكامل مع مصر الشقيقة من خلال مشروعات مشتركة تخدم مصلحة الشعبين، فضلاً عن السعي بكل جهد لتطوير التعاون المشترك لتحقيق الأمن الغذائي للبلدين، معرباً عن أمله في أن تحقق تلك الاجتماعات الأهداف القيادة السياسية في البلدين، وأن تكون انطلاقا حقيقيا نحو التكامل الزراعي الشامل. وأكد الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصرى، على أهمية توطيد سبل التعاون والعلاقات المشتركة مع دول حوض النيل وخاصة الشقيقة السودان قائلاً: إنه لايكرم المرء في بيته، مشيراً إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي تقتضي بضرورة تفعيل التعاون والتكامل المشترك مع السودان لعمق الروابط التاريخية بين البلدين، وأن لديه اهتماماً خاصاً بسفر وزيري الزراعة والري المصريين إلى دولة السودان من أجل تذليل أي عقبات لدعم التعاون الزراعي. وأشار هلال إلى ضرورة تحديد الأولويات، والتي يأتي في بدايتها الإنتاج الحيواني، كذلك تقليص العجز في المحاصيل الزيتية وخاصة عباد الشمس الذي يمكن زراعته في السودان، مشيراً إلى إمكانية الاعتماد بشكل رئيسي على الزراعة التكاملية للوصول إلي أعلى استفادة من التعاون خاصة وأن الزراعة التكاملية سيكون لها ميزة نسبية عالية من حيث إنشاء مصانع ليكون هناك قيمة مضافة على المحاصيل المنزرعة، وكذلك إقامة مصانع لتدوير المخلفات الزراعية لهذه المحاصيل واستخدامها في الأعلاف اللازمة لإقامة مزرعة إنتاج حيواني ومن ثم إنشاء مجزر، مما سيعمل على تشجيع الاستثمار بين البلدين، قائلاً: إن تطبيق النماذج الناجحة هو عنوان العمل من جديد. ومن جانبه، أكد الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، على ضرورة البحث عن حلول لاستغلال مياه الأمطار وزيادة الموارد المائية بإنشاء سدود والعمل على حصاد الأمطار لتوفير المياه بشكل دائم ومستمر، متوجهاً بالشكر إلى الجانب السوداني لما لمسوه من حسن الضيافة وحفاوة في الاستقبال، مشيرا إلى أن هذه هي الزيارة السادسه له للسودان خلال عشرة أشهر فقط، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين البلدين. وفي نهاية الاجتماع اتفق الجانبان على المضي بقوة للتعاون في برنامج الاستراتيجي للتعاون الزراعي والمائي بين البلدين، فضلاً عن تكوين آلية جديدة للتكامل بين البلدين في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني والري عن طريق تكليف الفنيين من البلدين بوضع هذه الآلية وصياغتها مع تحديد أولويات التعاون في هذه المجالات، كما تم الاتفاق أيضاً على إعداد برنامج استرايجي لحصاد المياه في منطقتي الدمازين والقاش بين وزارة الري في البلدين.