استأنفت اللجنة الوطنية الثلاثية المؤلفة من 12 خبيرا من مصر والسودان وأثيوبيا، صباح اليوم الخميس، أعمال اليوم الثاني للجولة الرابعة لمفاوضات سد النهضة الأثيوبي المنعقدة بالعاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) برئاسة وزراء المياه في الدول الثلاثة الدكتور حسام مغازي والسفير معتز موسى والمهندس اليماهو تيجنو. ويستكمل الخبراء تقييم العروض الفنية والمالية للمكاتب الاستشارية الدولية المقترحة ومدى مطابقتها للمعايير والشروط المرجعية التي سبق وضعها ضمن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في اجتماع اللجنة الأول بالعاصمة السودانية الخرطوم في أغسطس الماضي. وذكرت مصادر مطلعة، أن الهدوء يسود الأجواء وسط تفاؤل مشوب بالحذر، فيما تتجه الأنظار على الصعيدين الإقليمى والدولي إلى هذه المفاوضات، وتترقب الأوساط الشعبية والرسمية في الدول الثلاث نجاحها بوصفها أول اختبار لتفعيل وثيقة المبادىء التي وقع عليها قادة الدول الثلاثة بالعاصمة السودانية الخرطوم مؤخرا، والتي طوت صفحة الشكوك وسوء الظن وفتح صفحة جديدة من بناء الثقة وتعزيز التعاون. ومن المقرر، في نهاية اجتماعات اليوم، اختيار أفضل العروض التى تحصل على أعلى الدرجات والإعلان عن اسم المكتب الفائز في مؤتمر صحفى عالمي. وتشكل الدرجات الخاصة بالعروض الفنية النسبة الأعلى 70%، حيث أن العروض الفنية هى التي تحدد مستوى الأمان وحجم الأضرار المحتملة لبناء السد على دولتي المصب (مصر والسودان)، بينما تشكل الدرجات الخاصة بالعروض المالية نسبة 30% . ويؤكد الخبراء صعوبة المفاوضات في هذه المرحلة الهامة والحساسة، حيث تتضارب المصالح التي يفسر بها كل طرف شروط ومرجعيات اختيار المكتب الافضل. كانت جلسات الأمس، استمرت 6 ساعات، وسط أجواء إيجابية برئاسة وزراء المياه بمصر وأثيوبيا والسودان الدكتور حسام مغازي واليماهو تيجنو و السفير معتز موسى، بمشاركة أعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية المؤلفة من 12 خبيرا لاختيار المكتب الاستشاري الدولي من بين المكاتب الاربع المرشحه لتنفيذ الدراسات الفنية للمشروع الاثيوبي طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها في اغسطس الماضي بالخرطوم. وأكد الوزراء في كلماتهم على ما حققته اتفاقية المبادئ التى وقعها زعماء الدول الثلاثة الشهر الماضى، من ايجابيات القت بظلالها الإيجابية علي المسار الفني والسياسي معربين في كلماتهم على ضرورة حسم اختيار المكتب المنفذ في اسرع وقت تنفيذا لخارطة الطريق والبرنامج الزمني الموضوع . ومن جانبه، قال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، إن "المسار الفني للمفاوضات يرتبط بالمسار السياسي وأن أي خطوة للوراء على المسارين السياسي والفني سوف تتسبب في نتائج عكسية نتمنى جميعا عدم الوصول إليها". وشدد الوزير على ضرورة الخروج بنتائج إيجابية من الاجتماع، منبها أن التوقيتات والزمن عامل محدد و فارق وأنه من الضروري و المهم البدأ بإجراء الدراسات في القريب العاجل وضعا في الاعتبار أن هذه الدراسات هى أحد الأعمدة الهامة التي يقوم عليها اتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث والتي يعتمد على نتائجها بصفه رئيسية مشيرا إلى أن الدول الثلاثة تتطلع إلى إنهاء عملية الدراسات من خلال الاطار الزمني المتفق عليه.