- فورين أفيرز: انتقال قريب للسلطة فى إيران بسبب حالة المرشد الأعلى الصحية وكبر سنه.. وخامنئى يحاول اختيار من يمشى على دربه - المرشد يحاول التأثير على انتخابات مجلس الحكماء المعنى باختيار خليفته.. الحرس الثورى ينوى طرح مرشح.. والإصلاحى أكبر هاشمى واثق من توليه المنصب فتح كبر سن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، على خامنئى (75 عاما)، وحالته الصحية المتدهورة، الباب أمام صراع مستتر على خلافته فى صفوف نخبة إيران، رغم إصرار المرشد على منع أى إصلاحى من الوصول للمنصب، لما يمثله من أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل النظام الحاكم فى البلاد. وأمس الأول، نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، تحليلا عن احتمالات انتقال السلطة فى إيران، بعد وفاة خامنئى، أو عجزه عن العمل. المجلة أوضحت أن كبر سن المرشد، وحالته الصحية، يفيدان بقرب انتقال السلطة فى إيران. وأوضحت «فورين أفيرز»، أن المرشد الأعلى يتم انتخابه من خلال مجلس الحكماء، لافتة إلى أن الخليط الحالى للنخبة يشتمل على المتشددين (المحافظين التقليديين)، والمحافظين المعتدلين الذين يؤيدون الرئيس الحالى حسن روحانى، التكنوقراطيين، والإصلاحيين ومؤيدى الحركة الخضراء (اسم أطلق على احتجاجات وقعت بإيران عام 2009). وأشارت المجلة، إلى أن انتخابات مجلس الحكماء ستتم خلال أقل من عام، حيث سيتم انتخاب ال84 عضوا انتخابا عاما مباشرا، بعد أن يتم «فحصهم» أولا، مؤكدة أن خامنئى سيكون له تأثير على النتائج، وسيقوم باستبعاد من يريد. فمن ناحية، لن يكون للإصلاحيين ومؤيدى الحركة الخضراء، أو من سيتم نسبهم إلى هؤلاء، فرصة فى مجلس الحكماء، حيث سيقوم خامنئى والحرس الثورى باستبعادهم بسهولة على أساس إعلانهم سابقا منع أى مشارك أو مؤيد للحركة الخضراء من أى منصب سياسى رفيع. ووفقا لذلك، حسب المجلة، فإنه سيتم استبعاد بعض المرشحين لشغل عضوية مجلس الحكماء، مثل على يونسى، مستشار الرئيس روحانى لشئون الأقليات، الذى يؤيد مبادئ الحركة الخضراء كحرية الرأى والتعبير، إضافة إلى رجل الدين الإصلاحى، وكبير مدعى إيران السابق، آية الله محمد موسوى خوئينيها. ومن ناحية أخرى، بينت المجلة أن هناك وسيلة ثانية لخامنئى والحرس الثورى لاستبعاد أى مرشح، تعتمد على إخضاعة لامتحان فى الفقه ثم إعلان عدم تجاوزه له، مؤكدة أنه إذا نجح الخمينى فى استخدام هاتين الوسيلتين فإنه سيحصل على مجلس حكماء منصاع يختار منه من يريد ليسير على نهجه. وبدأ خامنئى بالفعل بتشكيل تركيبة المرشحين للمجلس عن طريق تحديد سن معينة واستثناء من خاضوا صراعا مع الشاه محمد رضا بهلوى قبل عام 1979، فضلا عن المقربين من المرشد السابق، روح الله الخمينى. ولفتت فورين أفيرز إلى أن المرشحين لخلافة الخمينى هم: رئيس القضاء، صادق لاريجانى، وكبير نواب المرشد، غلام حسين محسنى، والمدعى العام، إبراهيم رئيسى، وأحد الأئمة الخمسة لصلاة الجمعة بطهران، أحمد خاتمى، ووزير العدل، مصطفى بورمحمدى، ووزير المخابرات السابق، حيدر مصلحى، لافتة إلى أن الروابط التى تجمع بين هؤلاء وخامنئى جيدة. المجلة بينت، أن ثمة منافسة كبرى بين خامنئى والرئيس السابق، أكبر هاشمى؛ حيث يسعى الأخير إلى خلافة المرشد الأعلى، لافتة إلى ثقة هاشمى الإصلاحى فى قدرته على ذلك من ناحية، وصعوبة ذلك الاحتمال نظرا لتخوف خامنئى حياله وإمكانية استبعاده إذا استشعر الخطر، من ناحية أخرى. كما بينت أن ثمة نوايا لدى الحرس الثورى الإيرانى لوضع مرشح لهم لخلافة خامنئى، الأمر الذى لم يحدث من قبل ويصعب حدوثه حاليا رغم عدم ممانعة الدستور لذلك. واختتمت المجلة تحليلها بالتأكيد على صعوبة التنبؤ بخليفة خامنئى هذه المرة، غير أنها أكدت أن خامنئى يقوم باستبعاد كل الإصلاحيين؛ لأنه يفهم تأثير خليفته فى المنصب على مستقبل الجمهورية الإسلامية. ويرغب خامنئى، فى أن يقوم من يخلفه بالحفاظ على تراثه، لا أن يقوم بمراجعة الدستور، وإلغاء منصب المرشد الأعلى، لتمهيد الطريق نحو الديمقراطية.