أعرب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن تفهمه لدواعي تنفيذ عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وقال إن" تونس عضو بالجامعة العربية ، وتعمل دائما ضمن إطار الإجماع بها، ولذا فنحن لسنا ضد الحملة على الحوثيين في اليمن، وأوضحنا أننا نتفهم هذه المبادرة ، لأن الموقف في اليمن له تداعياته على جميع الدول التي لديها حدود معه." وأكد السبسي - في حديث لقناة فرنسا 24 بثته اليوم السبت قبل زيارته الثلاثاء القادم لباريس - " أن بعض هذه الدول الحدودية تخشى أن تمتد آثار الموقف في اليمن إلى أراضيهم ، ولديهم أسبابهم للاعتقاد بذلك ، وكان هذا هو الهدف من الضربة الاستباقية ". وحول إرسال دبلوماسيين تونسيين إلى سوريا ، قال السبسي "إن تونس عضو في الجامعة العربية وان اتخاذ قرار بشان العلاقات مع دمشق يخضع لقاعدة الإجماع العربي ، ومع ذلك هناك تونسيون يعيشون في سوريا وعلينا حمايتهم ، وهو نفس ما نفعله بالنسبة لليبيا أيضا ، حيث بعثنا بقنصل إلى طرابلس وآخر إلى بنغازي ، وربما نقوم بنفس الشيء في سوريا ونرسل دبلوماسيين لحماية التونسيين، دون استئناف علاقات دبلوماسية رسمية معها. وحول الوضع الأمنى في بلاده ، أكد السبسي أهمية توفير المزيد من الأمن والاستقرار ، من خلال مكافحة الإرهاب ، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية أن الحدود بين ليبيا وتونس ضعيفة للغاية ، وتحتاج تونس إلى أدوات ووسائل تقنية وعسكرية لتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود بالطبع . وأضاف أن هناك تونسيين يعيشون في الداخل يعملون ضد مصلحة بلدهم ، مشيرا إلى أن من قاموا بهجوم متحف باردو هم تونسيون سواء تلقوا تدريباتهم في تونس أو ليبيا، فالأمر هنا لا يهم . وتابع السبسي قائلا ، إن تونس لديها تحديان رئيسيان لا خيار سوى مواجهتهما الأول هو الأمن ، حيث تواجه تونس تحدى الإرهاب وهى ليست الدولة الوحيدة في ذلك ، مشيرا إلى أن ما حدث في باريس(الهجوم على مقر مجلة شارلى ايبدو) وفى تونس(الهجوم على متحف باردو) يظهر بوضوح انه يتعين على الدولتين مواجهة هذا التهديد، وبالتالي يتعين علينا أن نقف معا من اجل مواجهة هذا الخطر. وقال إن التحدي الآخر يتمثل في الاقتصاد حيث تعانى تونس من وضع اقتصادي صعب للغاية، مشيرا إلى أن تونس تواجه حاليا وضعا اقتصاديا صعبا موروث من الماضي ولكى تواجهه فان"علينا أن نحظى بقدر كبير من الاستثمارات والدعم الأجنبي، ولكي يجد الاستثمار الأجنبي طريقه إلى تونس ، يجب أن يستثمر التونسيون انفسهم أولا في بلادهم ، ويجب أن تكون هناك بيئة مواتية لهذه الاستثمارات ، ولهذا قامت تونس ببعض الإصلاحات العاجلة للإسراع بعملية الاستثمار." وأضاف "سيكون لزاما علينا أن نحظى ببرنامج اقتصادي يستفيد من مساندة أصدقاء تونس ، ويتطلب منا هذا البرنامج أن نقوم أولا بتطبيق بعض الإجراءات في القطاع المصرفي إضافة إلى بعض القطاعات الأخرى." مشيرا إلى أن أى مساندة من الأصدقاء ستكون موضع ترحيب .