الكل يحبس أنفاسه، والطلبة أصحاب المشاريع المشاركة فى المسابقة قلقون، فالآن موعد إعلان النتيجة فى مسابقة يوم الهندسة المصرى. كانت القاعة تزدحم بالمتسابقين وأساتذة الجامعات والزوار، أما المتطوعون الذين كان عددهم 140 شخصا والذين نظموا الحدث من بدايته إلى النهاية، فلم يجدوا مكانا يجلسون فيه فوقفوا طوال حفل الختام على الأبواب. وسام هى قائد فريقها المكون من أربعة مهندسين من خريجى كلية علوم الحاسب جامعة عين شمس، شاركوا ببرنامج على الكمبيوتر يستطيع تشكيل النصوص العربية ونطقها بشكل سليم: «عملنا البرنامج ده لأن الناس بدأت تهمل اللغة العربية، وتستخدم لغات تانيه فى البحث والكتابة، وكنا عاوزين نعيد الاهتمام بها مره تانية، لأن دى لغتنا ولازم نحافظ عليها». كما أنهم قاموا بدمج برنامجهم مع آخر يساعد المكفوفين «زمايلى السنة إلى فاتت كان مشروعهم بيحول النصوص المكتوبة بطريقة برايل إلى نصوص عربية، لكن ده لم يساعد المكفوف على القراءة، فأضفنا برنامجنا ليه، وكده المكفوفين يقدروا يحولوا الكتب المكتوبة بطريقة برايل لنصوص عربية وبعدين يسمعوها علشان يستفيدوا». تطوير البرنامج ليساعد فاقدى البصر كان فكرتها هى. «عندى صديقة كفيفة، كان نفسى أساعدها، ومن هنا جت لى فكرة دمج البرنامجين. كان فيه ناس لما أشرح لهم فكرة المشروع يشجعونا عليها، وناس تانية يقولوا مجال استخدامه مش كبير». الفرق المشاركة هم خريجو هذا العام من كليات الهندسة فى جميع جامعات مصر الحكومية والخاصة، جاءوا لعرض مشاريع التخرج الخاصة بهم على رجال الصناعة وأصحاب الشركات الذين حضروا المسابقة حتى يتم تبنيها وشراؤها منهم أو توفير وظائف لهم. فريق المهندسة وسام كباقى الفرق ظل طوال اليومين المخصصين للمسابقة يشرح للزوار فكرة المشروع، حيث خصصت الجمعية الصالة الرئيسية فى قاعة المؤتمرات للمسابقة وجهزت أماكن لوضع المشاريع بها. التعب واضح على المتسابقين الشباب فى القاعة، وخلاف بين أعضاء فريق وسام جعلتهم يتفرقون، ويمتنعون عن الدخول، لتحضر بمفردها الحفل كقائد للفريق. وحين أعلن أحد المتطوعين النتيجة من على المنصة انطلق الهتاف والتصفيق فى أرجاء المكان، هندسة حلوان كانت أولى الكليات التى تم الإعلان عن فوزها، وهى صاحبة أكبر حضور فى الحفل، وقام طلبتها بالتهليل باسم جامعتهم. طلبة هندسة السويس جلسوا فى المقصورة العليا للقاعة، وعندما تم الإعلان عن فوزهم فوجئوا بالنتيجة وهللوا بصوت عال، ثم نزلوا بسرعة إلى المنصة لاستلام جائزتهم من وزير التربية والتعليم د. يسرى الجمل ووزير التنمية الإدارية أحمد درويش وهى ثلاثة آلاف جنيه وشهادة تقدير لكل متسابق. فريق وسام حصل على المركز الأول. لم تصدق فى البداية، تسلمت الجائزة وشهادات زملائها بمفردها، وبعد نزولها من المنصة خرجت من القاعة لتتصل بوالديها وهى تبكى من الفرحة. «من المفاجأة نسيت رقم بابا، ولما كلمته اتلخبطت وما عرفتش أقول إيه، حتى إنى ما دعتهمش للحفلة لأنى ما كنتش متوقعة الفوز خالص».