اليوم فى عيد المرأة المصرية تشعر جهاد وزميلاتها بالفخر لما وصلن له، رغم الشعور بالخوف وانتظار التوبيخ الذى صاحبهن طوال الطريق إلى مجلس الوزراء، لمقابلة المهندس إبراهيم محلب. كان ذلك قبل أيام من عيد المرأة العالمى، عندما التقى رئيس الحكومة بممثلات حملة «مجندة مصرية»، بحضور وزير الداخلية، ومدير إدارة التجنيد بالقوات المسلحة، «لكن هم شجعونا وادونا دافع كبير جدا، وقالوا لنا انهم فخورين بينا». جهاد الكومى، بدأت حملة مجندة مصرية قبل ثلاثة أعوام، مع روان يوسف، وأحلام أسامة، وتتذكر جهاد أن الحملة لم تلفت نظر الرأى العام من البداية. «بدأت أطرح الفكرة فى المدرسة ساعتها كنت فى إعدادى بين أصدقائى. الموضوع الأول كان الناس بتتريق، عملنا حملات توعية، والناس بدأت تتحمس لنا بعد ما زادت العمليات الإرهابية». حددت جهاد، طالبة كلية الآداب بجامعة الاسكندرية مطالب الحملة التى بدأت تظهر على صفحات فيسبوك أواخر عام 2012 فى مجموعة من المطالب، «إنشاء كليات عسكرية مقتصرة على الفتيات، وفتح باب التجنيد الاختيارى للبنت مع عدم الاختلاط، وقبول خريجات الجامعات من مختلف التخصصات فى كليات الضباط المتخصصين، وعدم الاقتصار على التمريض والتغذية وعلم النفس». مجموعة من الشعارات فى نوفمبر الماضى سلطت الضوء الإعلامى على الحملة بعد الوقفة الصامتة أمام جامعة القاهرة، «ياللى بتسأل إحنا مين، إحنا بنات على الجيش رايحين»، و«حب الوطن ليس مقتصرا على الرجال». الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسى، بجامعة الزقازيق، ترفض ما تردده أصوات إعلامية، من أن حملة مجندة مصرية ومضة حماس سرعان ما تنطفئ. «لأ طبعا حتستمر وحتنجح، البنات عايزة تبقى زى ما هى بتعمل دور فاعل». وترى أن «المجتمع يعيش حالة من الارتباك والفوضى والفساد، وسقوط القيم الاجتماعية، ويبقى الجيش خارج هذه الفوضى، كما أن البنت المصرية لا تحصل على مقابل لجهودها فى خدمة المجتمع». تضيف د. هدى بتأكيد أن «الحرب دلوقتى مش بالسيف، دى إلكترونية، واحنا شفنا فى دول غربية كثيرة وزيرة الدفاع سيدة»، لكنها تتخوف من المجتمع الذى تصفة بالانتهازية، «ياخد من الست كل ما يريد وبكل حماس المرأة وإخلاصها، وبعدين يأدبها بعد كدا ويربيها، لأ معلش». تحولت الدكتورة هدى لتدريس علم الاجتماع العسكرى قبل عامين، «عملت محاضرة فى أكاديمية ناصر فى احتفالات أكتوبر، والفريق صدقى صبحى قال لى إحنا محتاجين حد يكلمنا فى علاقة علم الاجتماع بالمؤسسة العسكرية، وراح للمشير السيسى، وكان وزير الدفاع، فغير مادة فى القانون تسمح للمرأة المصرية بالتدريس فى الكليات العسكرية». حتى لا يفتر حماس عضوات الحملة، تقول جهاد الكومى إن فريق «مجندة مصرية» بصدد حملة توقيعات من المواطنين، «زى استمارات تمرد عن طريق النت» لدعم المطالبة بتجنيد البنت المصرية، وهناك خطط لخدمة المجتمع عبر مشروعات اجتماعية وإنسانية. «باعمل خطة أنا والفريق بتاعى عشان نعمل محو الأمية».