"من وأنا صغيرة وأنا بغير على البلد، بدأت أحس إن البنات لازم يكون ليهم دور، ليه مندخلش الجيش ونتجند".. بهذه الكلمات تبدأ جهاد الكومي، الفتاة الإسكندرانية صاحبة الثمانية عشرة عاما، والتي كانت أولى الأصوات الجادة تجاه فكرة التجنيد للفتيات حديثها ل«بوابة الشروق». جهاد الكومي مؤسسة حملة "مجندة مصرية" دائما ما تؤكد أن فكرة الالتحاق بالجيش لم تكن مطلقا لرغبتهن كفتيات في مساواتهن بالرجال وحقوق المرأة، إنما تتلخص في حب الوطن الذي لم يعد حكرا على الرجال وأن يكون للفتيات الحق في الالتحاق بالجيش من كل التجنيد الاختياري. بداية الفكرة تقول جهاد، إنها بدأت تتكلم عن فكرة تجنيد الفتيات منذ 4 سنوات، حينما كانت مازالت تدرس بمدرسة الظاهرية الإعدادية، ووجدت قبولا لدى الفتيات، حتى إن كل فصل صار به طالبة مسئولة عن توعية زميلاتها بفكرة تجنيد الفتيات بالجيش. تضيف جهاد: "الحملة انطلقت من على الفيس بوك في 1 يناير 2011، وركزنا في تحديد مطلبنا بالتجنيد الاختياري، لأن فكرة التجنيد الإجباري في مجتمعنا كانت هتترفض، مجرد طرحنا لفكرة التنجيد الاختياري كان في ناس بتعارض وفي ناس طبعا مؤيدة". هدف الحملة تقول جهاد الكومي إن الحملة لها 3 أهداف؛ أولها المطالبة بالتجنيد الاختياري للفتيات وتدريبهن على القتال، وإنشاء كلية عسكرية للبنات بعد الثانوي، أسوة بالكلية الحربية للبنين وعدم الاكتفاء بكلية التمريض، والتربية العسكرية في المدارس للطلبة. تضيف جهاد "أدوار الستات في الجيش كلها محصورة في التمريض والأعمال الإدارية وملهاش أي دور عسكري بجد، وعشان كده احنا بنطالب بالتجنيد الاختياري عشان يكون في فرصة للبنات أنهم يدربوا على الأعمال القتالية، يعني يقدروا يشيلوا سلاح و يسوقوا دبابة، يعني وقت الحرب من حقنا نكون في الصفوف الخلفية والصفوف الأمامية للرجالة، احنا بنثق في الجيش بتاعنا". مؤيدون ومعارضون "الناس اللي رفضت الفكرة كانت بتقول إننا عايزين نبقى زي الغرب، وفي ناس قالت إننا بنعمل كده عشان عايزين عرسان، وفي ناس اعترضت بحجج دينية لأنهم شافوا أن فكرة التجنيد للبنات مخالفة للدين الإسلامي"، تشير جهاد، إلى المعارضين لفكرة تجنيد الفتيات. وعن المؤيدين، قالت جهاد إن النسبة الأكبر من الناس كانوا مؤيدين للفكرة جدا، مشيرة إلى "احنا تواصلنا مع مرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة وأبدت تأييدها للحملة، ومن قريب عملنا مؤتمر برعاية جمعية نساء مصر، وعملنا مؤتمر في الإسماعيلية وحضره محاربين في حرب أكتوبر و أبدوا تأييدهم لفكرتنا، بالإضافة إلى أننا أتأكدنا من مصادر كثيرة أنه الدين مش بيعارض فكرتنا". استمارات للبرلمان قالت جهاد، إنهن بدأن من أواخر 2013 بتجميع استمارات موثقة بإمضاء المؤيدين لفكرة الحملة لتقديمها إلى مجلس الشعب القادم، مشيرة إلى أنه حتى الآن تم تجميع 6000 استمارة. الموضوع صعب جهاد التي تؤمن بأن المرأة تستطيع تحمل التدريب العسكري وحمل السلاح، تقول إنهن يواجهن صعوبة شديدة لإقناع الناس ومناقشتهم في فكرة تجنيد الفتيات، مؤكدة أن "الموضوع برضه صعب لأننا بنغير في فكر متخلف"، على حد قولها.ش