تتجه الطائرة الشمسية "سولار امبلس 2" الثلاثاء إلى مدينة أحمد آباد في غرب الهند، المحطة الثانية في رحلتها التاريخية حول العالم بدون قطرة وقود واحدة، وذلك بعد أن غادرت صباحا من مسقط حسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. وأقلعت الطائرة التي يقودها السويسري برتران بيكار من عاصمة سلطنة عمان عند الساعة 6,35 (2,35 تج). وتستغرق الرحلة بين مسقط وأحمد آباد أكثر من 16 ساعة تجتاز خلالها الطائرة 1465 كلم، وتحلق فوق بحر العرب. وقد دخلت الطائرة الأجواء الباكستانية ثم دخلت الأجواء الهندية، ويفترض أن تصل إلى أحمد أباد خلال المساء. وهي أولى المراحل الطويلة التي تقطعها الطائرة حتى الآن. وغرد بيكار على تويتر من الطائرة قائلا "عندما استلقي، أتنفس ببطء لدرجة أن جهاز إنذار ينطلق في المقصورة". واستلم بيكار قيادة الطائرة مكان مواطنه اندريه بورشبيرغ الذي قاد بنجاح الاثنين المرحلة الأولى من هذه الجولة غير المسبوقة لمدة 13 ساعة ودقيقتين من أبو ظبي إلى مسقط. ويتناوب الطياران على قيادة الطائرة التي تتسع لطيار واحد وتسير بسرعة تتراوح بين 50 ومئة كيلومتر في الساعة فقط. ويتجاوز طول جناحي الطائرة طول جناحي طائرة بوينج 747 إلا أن وزنها يوازي وزن سيارة عائلية. وستجتاز الطائرة 35 ألف كيلو متر خلال خمسة أشهر، أما أيام التحليق الفعلي المتوقعة فهي 25 يوما. وستحلق على ارتفاع 8500 متر كحد أقصى. بعد أحمد آباد، تتوجه الطائرة إلى مدينة وفاراناسي الهندية، ثم تحط في مندالاي في بورما ثم في شنونغ كينغ ونان جينغ في الصين. وبعد الصين، تعبر الطائرة المحيط الهادئ إلى هاواي ومن ثم إلى ثلاثة مواقع في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك مدينتي فينكس ونيويورك، حيث ستكون لها وقفة رمزية في مطار "جي اف كي". بعد ذلك تعبر الطائرة المحيط الأطلسي في رحلة تاريخية أخرى قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا بحسب الأحوال المناخية، ثم تعود إلى أبوظبي. ولطالما شدد الطياران على أن "التحدي البشري" هو الأصعب في الوقت الراهن، وليس التحدي التقني، لأن الطائرة قادرة نظريا على التحليق من دون توقف، بينما الإنسان لا يستطيع القيادة المتواصلة. وستكون أطول الرحلات فوق المحيطين الهادئ والأطلسي وكذلك المرحلة الأخيرة للعودة إلى أبوظبي، وسيتعين على الطيارين اختبار حدود قدرة الإنسان على العيش في مساحة صغيرة نسبيا لفترة طويلة. وتستغرق المرحلة الأطول من الرحلة بين الصين وهاواي حوالى خمسة أيام. وتطلب الاستعداد للرحلة الكثير من التمارين الجسدية لمحاكاة طبيعة تفاعل الإنسان مع البقاء في الطائرة ضمن مقصورة صغيرة لعدة ايام. وسيكون الطيار على اتصال دائم بمركز التحكم بالرحلة في موناكو. ويسافر طاقم من 65 شخصا آخرين في طائرة عادية من محطة إلى أخرى بشكل مواز لرحلة الطائرة الشمسية، فيما يبقى 65 شخصا آخرين في مركز التحكم في موناكو، حيث يتمركز خبراء الطقس والمهندسون الذين سيجرون تجارب المحاكاة على المسارات ويساعدون الطيار عندما يكون في الجو. ويؤكد الرائدان السويسريان بيكار وبورشبيرغ أن مشروعهما "إنساني" وهما يريدان "تغيير العالم" عبر إثبات قدرة البشرية على الاقتصاد في استهلاك الطاقة إلى النصف والحصول على النصف الثاني من مصادر نظيفة بواسطة تقنيات متوفرة حاليا. ويعكس المشروع صداقة الرجلين وطموحهما ليذكرهما التاريخ بين الرواد والمستكشفين التاريخيين. فبيكار كان صاحب الفكرة وبورشبيرغ المهندس بنى الطائرة، ومعا حصلا على دعم شركات كبرى قدمت لهما أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الخلايا الشمسية والعزل والاتصالات، فضلا عن دعم حكومة أبوظبي وشركتها مصدر التي استضافت الإقلاع وستستضيف الهبوط. ويفترض أن يحط بيكار في أبوظبي بعد خمسة أشهر في ختام المرحلة الأخيرة من الرحلة، لينجز بذلك حلمه الكبير بالدوران حول الأرض من دون استخدام قطرة وقود واحدة.