دعا سياسيون فلسطينيون ومراكز حقوقية، إلى حماية واحترام وتعزيز حقوق المرأة الفلسطينية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس كل عام. وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان، في بيان صحفي، اليوم الأحد، إن "اليوم العالمي للمرأة يأتي هذا العام في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية عمومًا وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، الأمر الذي يضع النساء في ظروف بالغة القسوة، يعانين خلالها أوضاعًا استثنائية، حيث تتعرض المرأة للاضطهاد والقهر العرقي بأشكاله المختلفة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن "معاناة المرأة لا تقف عند حدود تداعيات ظاهرتي البطالة والفقر، بل هي عرضة لأعمال القتل والاعتقال، كما أن جملة حقوقها المدنية والسياسية كالحق في حرية السفر والتنقل والحركة والحق في الأمن تنتهك بشكل منظم من قبل قوات الاحتلال والأمر نفسه فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسبب استمرار الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة والهجمات العسكرية المتكررة وواسعة النطاق". ووفقًا للبيان، تشير حصيلة أعمال الرصد والتوثيق المشتركة التي نفذتها مؤسسات حقوق الإنسان إلى أن (293) سيدة قتلن على أيدي قوات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي الأخير (الجرف الصامد)، كما هجرت (34697) سيدة من منازلهن جراء تدمير منازلهن بشكل كلي أو تضررها بشكل جعلها غير صالحة للسكن، فيما هدمت قوات الاحتلال (2604) منزلا تملكها النساء، فيما فقدت (791) سيدة أزواجهن الذين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال، فيما أشارت إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، إلى إصابة (2168) سيدة بجروح وتعرض(600) سيدة للإجهاض. في سياق متصل، أشاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس هيئة العمل الوطني زكريا الأغا بالدور المهم والمميز الذي لعبته المرأة الفلسطينية على مدار تاريخ القضية الفلسطينية ومحطات الثورة الفلسطينية وفي الدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره وحقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد الأغا، في بيان صحفي بمناسبة اليوم المرأة العالمي، ضرورة العمل من أجل تطوير القوانين لتناسب حجم العطاء والإنجازات التي حققتها المرأة على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية ودورها في بناء مؤسسات الوطن. وأضاف أن "المرأة الفلسطينية تؤكد كل يوم وقوفها إلى جانب شعبها عبر مشاركتها الفاعلة والمميزة في المقاومة الشعبية وفي كافة المسيرات المناهضة للجدار والاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي وسياسة التطهير العرقي". وأشاد بقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورته الأخيرة، بضرورة تحقيق المساواة الكاملة للمرأة وتعزيز مشاركتها في كافة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وأن لا تقل نسبة مشاركتها في هذه المؤسسات عن 30%. بدورها، ثمنت عضو اللجنة التنفيذية ورئيسة دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير، حنان عشراوي، الدور الذي لعبته نساء فلسطين في عملية النضال الوطني وحق تقرير المصير والحرية والكرامة. وقالت عشراوي، في بيان صحفي، اليوم "يأتي يوم المرأة العالمي والنساء الفلسطينيات يعانين بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الإجرامية، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة باستشهاد 296 امرأة، بالإضافة إلى معاناتهم من الفقر والحصار وتصاعد وتيرة الإرهاب المنظم من قبل المستوطنين". وأشادت بمقاومة المرأة الفلسطينية وبصمود النساء الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر والنساء المقدسيات اللواتي يتعرضن إلي التطهير العرقي بشكل يومي، كما حيت الأسيرات في سجون الاحتلال اللواتي قدمن التضحيات الجسام على درب الحرية والاستقلال. وأكدت عشراوي، على أهمية وجود تشريعات منصفة ونظام قانوني يساهم في حماية المرأة وإنزال العقوبات على مرتكبي الجرائم بحقها وضرورة تطبيق خطة وطنية لإنهاء العنف ضدها وتكوين مجموعات ضغط ومناصرة لدعمها وتمكينها سياسيا، وتعزيز مشاركتها الفاعلة في العمل السياسي ومواقع صنع القرار.